تكشف مصادر ديبلوماسية النقاب عن ان جولات المفاوضات التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، لوضع النقاط الاساسية في مشروع الاتفاق، لانهاء المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة من الجهة الاخرى، واحلال الامن في المنطقة، وإعادة السكان المدنيين الى منازلهم من الجهتين استلهمت الاسس التي تضمنها القرار الدولي رقم ١٧٠١، لجهة منع الأعمال العدائية من الجهتين، ووقف النار والمناطق الخالية من المسلحين والاسلحة، وانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتحديد المهمات المنوطة بهما، ومنع اختراق الحدود البرية والبحرية والجوية، في حين استجدت مشاكل خلال المدة الفاصلة، منذ صدور القرار المذكور، بخصوص ترسيم الحدود البرية، وبعضها كان معلقا ولم يطرح على نقاش المفاوضات، من ضمنها النقاط الثلاثة عشر ومزارع شبعا وكفرشوبا والنقطة b1، على راس الناقورة ، التي ازاحتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من مكانها.
وتعترف المصادر ان هناك حلحلة في معظم النقاط المختلف عليها، على طول ما سمي بالخط الازرق، بينما الخلافات الاساسية المتبقية وخصوصا بالنسبة لمزارع شبعا، التي يتشبث لبنان بملكيتها ويلحّ على انسحاب إسرائيل منها، الا ان هناك جوانب متعلقة بوثائق ومستندات رسمية مطلوب من الدولة السورية تزويد الامم المتحدة بها لحل هذه المشكلة، مازالت موضع أخذ ورد، تمركز قوات الفصل الدولية «الاندوف» في جانب من المزارع بالجولان السوري المحتل ترخي بتعقيدات للفصل بهذا الخلاف، ويبقيه معلقا، كما النقطة b1.
وتعتبر المصادر الديبلوماسية ان استمرار تشبث لبنان بمطالبه المشروعة في مزارع شبعا واعادة موقع النقطة b1 الى مكانه الاساسي، كما كان من قبل والخلاف على بعض النقاط الثلاث عشرة، ولاسيما منها تحديد المسافة التي يتمركز فيها عناصر الحزب، ومناطق تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجهة المقابلة، والحصول على التزام قاطع من إسرائيل، بتنفيذ كامل للقرار ١٧٠١، ووقف خروقها الجوية المعتادة فوق لبنان، هو ما يعيق الاتفاق النهائي بين لبنان وإسرائيل حتى الان، وقد تتواصل المفاوضات الجارية، خارج ما هو معلن وبعيدا من الاضواء، ولكن يبدو حتى اليوم، ان هناك استحالة لحل هاتين المشكلتين تحديدا، ما يعني في النهاية، ان هناك خيارين امام الطرفين، إما تعذر التوصل إلى اتفاق نهائي، وإبقاء المواجهة العسكرية قائمة، كما هي حاليا، وهذا غير ممكن إذا كانت هناك حلول على مستوى المنطقة كلها، بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، واما التوصل إلى اتفاق نهائي، مع ترك هاتين النقطتين تحديدا عالقتين، وهذا هو الخيار المرجح في ظل الوقائع القائمة حاليا.
ومن وجهة نظر المصادر ، فإن ترك هاتين المشكلتين معلقتين من دون حل نهائي، مقابل عدم الاتفاق على اماكن انسحاب مقاتلي حزب الله الى النقاط والمواقع السابقة لعملية طوفان الأقصى، يعني بقاء عناصر ومقومات اعادة المواجهة العسكرية، ممكنة لدى حصول اي احتدام سياسي بين الدول الراعية والداعمة لاطراف النزاع وتحديدا ايران والولايات المتحدة الأميركية.