IMLebanon

لبنان في عين عاصفة العدوان وإسرائيل لن تقبل الالتزام بالقرار ١٧٠١

 

مع استمرار زيادة وتيرة الاعتداءات والغارات الإسرائيلية على كافة الأراضي اللبنانية، ووسط المراوحة الدامية العسكرية، يبدو وبحسب المعطيات ان الأمور تتجه تصاعديا نحو المجهول، ودون أي أفق محدد سوى سفك المزيد من الاستنزاف المفتوح، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا ويعزز فكرة استمرار الحرب لفترة طويلة، في ظل عجز واضح للمجتمع الدولي بإمكانية التدخّل بصورة فعّالة لإنهاء الحرب أو حتى التوصل لوقف لإطلاق النار.

وعلى الرغم من ان البعض حاول ضبط ساعة وقف إطلاق النار في لبنان على موعد الانتخابات الأميركية التي انتهت بفوز دونالد ترامب، فان الأنظار باتت اليوم تتجه الى نتائج الاجتماع الذي عقد بين السلف جو بايدن وخلفهِ في البيت الأبيض، وهو يعتبر بداية للمرحلة الانتقالية الفاصلة حتى نهاية ولاية الرئيس الأميركي الراهن، وتسلّم الرئيس المنتخب ولايته في ٢٠ كانون الثاني من العام المقبل.

 

وبحسب معلومات ديبلوماسية متابعة، فان البحث تركّز في المحادثات التي عقدت بين الرجلين على مجموعة من الملفات الداخلية والعالمية، إضافة الى التنسيق فيما بينهما لمعالجة بعض الأزمات الدولية لا سيما تلك المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبار انهما وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات تعهد كل منهما بالعمل لوقف الحرب في لبنان وغزة، والسعي للبحث عن الحلول السلمية السياسية في المنطقة.

وتعتبر المصادر، انه وبحسب نتائج اجتماع البيت الأبيض فانه من المتوقع أن يتم تحديد مصير مهمة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين، والتي تأرجحت التوقعات ما بين إمكانية زيارته الى كل من لبنان وإسرائيل في وقت قريب أو عدمها، من هنا فان المصادر ترى بان الساعات المقبلة قد تكون مصيرية وحاسمة في هذا الإطار.

 

ولكن في المقابل، وبعدما صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مؤخرا على توسيع العملية البرية والدخول في مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية، فان المصادر نفسها تعود لتُبدي تشاؤما حول إمكانية الوصول الى نتائج إيجابية حيال أي وقف لإطلاق النار في القريب العاجل، مبدية تخوّفها من المماطلة على هذا الصعيد كما حصل مرات عدة بين إسرائيل و«حماس» والتي باءت كل المحاولات بالفشل لإيجاد أي حل.

وتعتبر المصادر الى ان الأمور باتت أصعب حاليا من أي وقت مضى، خصوصا بان رئيس الوزراء الإسرائيلي حدّد أهداف الحرب وأهمها تحقيق أمن بلده وتدمير ترسانة «حزب لله» العسكرية والعمل ضد تسليحه، وهذا الأمر ترجم بعدم قبول إسرائيل حتى الساعة بوقف إطلاق النار، والذي سبق ان وافق لبنان الرسمي عليه من خلال تطبيق القرار ١٧٠١، مما يؤكد ان إسرائيل ليست في وارد التراجع عن حربها على لبنان، وتحديدا على «حزب لله» والذي بدوره كثّف من عملياته العسكرية ووسّع أهدافه داخل الأراضي المحتلة.

وتلفت المصادر بان تمسّك الدولة اللبنانية بتطبيق ١٧٠١ وتشديدها على تنفيذه، بات أمر غير مقبول حاليا من الجانب الإسرائيلي الذي لم يعد يرى فيه مصلحة له في ظل زخمه العسكري وضربه لـ«حزب لله» قيادة وأفرادا ومؤسسات.

وإذ تتوقع المصادر بأن نشهد في الأيام والأسابيع المقبلة مزيدا من التصعيد والاعتداءات، تعود لتذكّر بان الإدارة الأميركية الجديدة لا سيما الحكومة ستضم شخصيات متشددة تجاه إيران وحلفائها، وهذا الأمر من شأنه أن يكون لديه تأثيرا سلبيا على «حزب لله»، والذي يبدو ان هناك قرارا واضحا قد اتخذ لإنهاء الحزب عسكريا والحد من كافة نشاطاته، علما ان الحزب لا يزال يعتبر ان الميدان وحده من يتحكم بمسار الحرب.

وفي الإطار المتعلق بالاتصالات الديبلوماسية المكثفة التي يجريها لبنان الرسمي، اعتبرت مصادر حكومية بان مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أطلقها من الرياض ان كان خلال كلمته في القمة العربية-الإسلامية أو خلال كافة اللقاءات والاجتماعات التي عقدها على هامش القمة، كانت واضحة وصريحة وهي الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان، والاستعداد لتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، وأشارت المصادر الى ان الرئيس ميقاتي شرح لكل من التقاه في الرياض الموقف اللبناني والمعاناة الذي يعيشها لبنان وشعبه في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. ونقلت المصادر تفهّم كافة القادة والرؤساء والمسؤولين لما طرحه رئيس الحكومة، مؤكدين دعمهم ومساندتهم ومساعدتهم للبنان والوقوف الى جانبه وجانب شعبه، آملين أن تتكثف كافة الجهود الدولية للوصول الى حل دائم.