يوم الأحد الصاروخي أسقط الرهانات “الإسرائيليّة”… والمعركة البريّة فاجأت حسابات قادة العدو
هل يتم التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١ في غضون الايام القليلة المقبلة او ربما الساعات المقبلة؟
تسارعت الاخبار في الساعات الماضية على لسان مسؤولين اميركيين و “اسرائيليين” بان الاتفاق قد يعلن خلال ساعات . وقالت وكالة “رويترز” ان الولايات المتحدة ابلغت مسؤولين لبنانيين، بان وقف النار قد يعلن في غضون ساعات. بينما ذكر موقع “اكسيوس” الاميركي انه من المتوقع ان توافق الحكومة الامنية “الاسرائيلية” على اتفاق وقف النار يوم الثلاثاء (اليوم).
وعادت وسائل الاعلام الاميركية و “الاسرائيلية”، تتحدث في اليومين الماضيين عن اجواء تفاؤلية تؤشر الى “ان التسوية في الشمال باتت قريبة جدا، وانها مسألة بضعة ايام”، كما ذكرت صحيفة “معاريف الاسرائيلية” امس، مشيرة الى انه “اذا لم تكن هناك مفاجآت في اللحظة الاخيرة، يتوقع ان يتم التوقيع على الترتيب بحلول نهاية الاسبوع”.
وفي الاطار نفسه، نقلت شبكة الـ “سي.ان.ان” الاميركية عن مصدر مطلع أن رئيس الحكومة “الاسرائيلية” نتنياهو وافق على اتفاق وقف النار بالمبدأ، بعد مشاورات امنية مع مسؤولين “اسرائيليين” اول من امس، لكنها اشارت في الوقت نفسه الى ان “اسرائيل” لا تزال لديها تحفظات عن بعض تفاصيل الاتفاق، وهذه التفاصيل قيد التفاوض.
ووفقا للمعلومات من مصدر لبناني مطلع، ان اتصالات غير معلنة جرت في اليومين الاخيرين من هوكشتاين مع الرئيس بري، وكذلك اتصالات موازية بين عين التينة والسفارة الاميركية لمتابعة التفاصيل . ويقول المصدر ان المعلومات التي توافرت حتى الامس ” ان الامور ماشية مبدئيا ولكن بحذر، وان مصدر الحذر كما كان في السابق الموقف “الاسرائيلي”، واذا كان نتنياهو سيسير بشكل ايجابي تجاه الحل حتى النهاية، ام ان سيفشل المفاوضات مجددا”.
ويعزز كلام المصدر ما سمعه أعضاء هيئة مكتب مجلس النواب من بري امس، عن تفاؤل بقرب وقف النار، وان الامور تسير باتجاه جيد، لكن يبقى الحذر مرتبط بموقف نتنياهو .
وعما اذا كان هذا التفاؤل سيترجم في غضون اسبوع، قال احد اعضاء مكتب المجلس وفق الاجواء المتوافرة : “المسألة مسألة بضعة ايام، يعني ان التوقع خلال هذا الاسبوع وليس خلال اسبوع، لكن الامر مرتبط بعدم حصول مفاجآت سلبية بسبب التجربة السيئة مع نتنياهو”.
ماذا حصل في الايام الاخيرة ليعود منسوب التفاؤل الى الارتفاع مجددا؟ تقول مصادر مطلعة انه بعد عودة هوكشتاين من “تل ابيب” الى واشنطن، دون ان يطلع الرئيس بري بشكل فوري عن نتائج محادثاته مع المسؤولين “الاسرائيليين”، ساد جو من الحذر الشديد، لكن بعد يومين جرى التواصل بين السفارة الاميركية وعين التينة، للتأكيد على استمرار متابعة الجهود للتوصل الى اتفاق قريب .
وتضيف المصادر ان ما جرى في الايام الماضية فرض واقعا ضاغطا على نتنياهو، الذي بات محاصرا بتطورات خارجية وداخلية سلبية ليست لمصلحته، تساهم في تتضييق هامش المناورة لديه، وان ما حصل مؤخرا يجعل نتنياهو يقترب اكثر فاكثر من الصدمة الاخيرة .
ويأتي في مقدمة هذه التطورات قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، واعلان دول اوروبية وغربية وغيرها الكثير من الدول الالتزام بقرارها. وشكل هذا القرار صدمة قوية له دفعته الى الهروب الى الامام والرهان على الوقت، ولو كان قصيرا لمحاولة التخلص من هذا المأزق .
لكن رهان نتنياهو على تجاوز هذا القرار وتداعياته بتسعير حربه على لبنان، لم يكن في محله واثبتت وقائع الايام القليلة الاخيرة لا سيما يوم الاحد، وانهمار صواريخ حزب الله على “تل ابيب”، وكل المدن والقواعد “الاسرائيلية” حتى عمق ١٤٠ كيلومترا، ان كل ادعاءات القيادة العسكرية “الاسرائيلية” بتدمير ٨٠ في المئة من قدرة الحزب الصاروخية هي ادعاءات واهية .
ويقول مصدر نيابي مطلع ان يوم الاحد شكل يوما مفصليا مهما في التطورات الاخيرة، لا سيما انه اكد معادلة “تل ابيب” مقابل بيروت، وان نتنياهو في هذا اليوم بالذات وجد نفسه امام المأزق مجددا، لا سيما ان رهانه ايضا على المرحلة الثانية من العملية البرية لم يكن في محله، وان القوات “الاسرائيلية” التي توغلت في القطاع الغربي على محور شمع البياضة اضطرت الى التراجع تحت ضربات مقاتلي حزب الله، وان دخولها الى الخيام كلفها ويكلفها خسائر ومخاطر كبيرة . وفي كل الحالات فان الرهان على هذه العملية البرية، لم يحقق شيئا على صعيد ابعاد القصف الصاروخي على مدن ومستوطنات الجليل الشمالية، بل اتسع ليشمل “حيفا” و “تل ابيب” و “صفد” و “عكا” و “طبريا” وغيرها .
ووفقا للتقارير المتداولة، فان نتنياهو حاول اخذ مهلة زمنية قصيرة قبل اتفاق وقف النار، لتحقيق تقدم فاعل وملموس الى نهر الليطاني، ليقول للرأي العام “الاسرائيلي” ان وقف النار جاء بعد ان نفذ الجيش “الاسرائيلي” بالقوة احد ابرز شروطه، وهو ابعاد حزب الله الى ما بعد الليطاني، لكن الوقائع الميدانية اكان في القطاع الغربي او في قتال رجال المقاومة الاسطوري في الخيام، شكلت صدمة اضافية لنتنياهو.
ومما لا شك فيه ان الايام القليلة المقبلة او ربما الساعات المقبلة، ستحمل الخبر اليقين في شان مصير اتفاق وقف النار، لكن المؤكد انه بعد يوم “احد الصواريخ”، ان لبنان متمسك بتنفيذ القرار ١٧٠١ دون زيادة او نقصان، وانه لن يقبل اي بند او عبارة تمس بسيادته وحقوقه كاملة، كما اكد الرئيس بري مجددا امس، خلال ترؤسه اجتماع مكتب المجلس .