IMLebanon

حل أزمات المنطقة ينتظر  الرئيس الجديد في البيت الأبيض

إذا كان لبنان ينتظر مؤشرات إقليمية ودولية للتحرك نحو ايجاد حلول لأزماته الداخلية المتناسلة، فهذا يعني أن انتظاره سيدوم طويلاً، ولا سيما في ما يتعلق بواقع الشغور الرئاسي. ولا يترك غبطة البطريرك الماروني الكاردينال الراعي مناسبة تمر دون أن يلحّ فيها على الأطراف اللبنانية وبخاصة المسيحية منها، للعمل على انهاء الشغور والمبادرة الى انتخاب رئيس للبلاد. ومن دواعي الأسف الشديد، فإن كل هذه النداءات تذهب سدى، ولا تنعكس باجراء عملي على أرض الواقع… هذا على الرغم من أن الأفرقاء من مختلف الانتماءات يحرصون على إحاطة مقام الصرح وسيده بكل الإجلال والإحترام… غير أن الأمر يختلف في الحسابات السياسية! ومرة، عندما بلغ ستالين أن الفاتيكان غير راضٍ عن سياسته وسيعمل على هزيمتها، سأل ستالين محدثيه: كم دبابة يملك الفاتيكان؟! وبعض السياسيين ممن يعرب علناً عن تأييده لخطاب سيد بكركي، يسأل سراً: كم صوتاً يملك غبطته في البرلمان؟!

ما سيؤثر في مجرى أحداث المنطقة في اتجاه حسمها، ثلاثة أمور: أولها، نتائج الصراع في الميدان. وهو عنصر لا يكفي وحده للحسم، لأنه حتى ولو حصل، فإنه يحتاج الى ارادة سياسية تواكبه وتكرس نتائجه رسمياً. فضلاً عن أن الحسم في الميدان ليس في متناول أية يد، ما دامت ارادة تأجيج الصراع هي الأرجح، وما دام الوقود اللازم لتأمين استمراره هو الأغلب. والأمر الثاني، هو قدرة الأطراف الاقليمية المشتبكة في الصراع، على الاستمرار فيه. وفي التاريخ أمثلة عن أنظمة نفخت نفسها في الصراعات العسكرية، واستغل أعداؤها كما الخبثاء من أصدقائها، هذه النزعة الانتفاخية لديها، فزادوا في نفخها بما قاد الى انفجارها في النهاية! والأمر الثالث، هو المساومات والصفقات التي تجري في الكواليس ولا سيما بين واشنطن وموسكو. وفي لعبة الأمم، عندما تصل حالة الاهتراء الى المنعطف الحاسم، فلن يكون مصير الأفراد مهما بلغ مقامهم من الفخامة، ولا مصير الأنظمة مهما بلغ حجمها من الانتفاخ، حجر عثرة في مواجهة المسار الجديد!

<كل رئيس أميركي يوصف في السنة الأخيرة من عهده بأنه بطة عرجاء! وبهذا المعنى فإن الرئيس باراك أوباما ليس في وضع يتيح له اتخاذ قرارات مصيرية في الشرق الأوسط، بينما تستعد أميركا لانتخاب رئيس جديد لها. وكل رئيس أميركي جديد سيحتاج الى المائة يوم الأولى من ولايته ليتمكن من الاقلاع. والرئيس الأميركي الجديد سيتسلم منصبه في كانون الثاني/ يناير من العام الجديد ٢٠١٧. ولن تظهر توجهاته نحو أزمات المنطقة الا في بداية النصف الثاني من سنته الأولى في الحكم… فهل السياسيون في لبنان مستعدون للانتظار حتى ذلك الحين لانتخاب الرئيس؟!