بيان عالي النبرة للإجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب، الذي غاب عنه لبنان وزارياً، وتمثَّل على مستوى مندوب لبنان في الجامعة العربية أنطوان عزام.
كما ورد في الفقرة الرقم 9 من البيان ما يعني أن بيان الجامعة العربية يريد أن يحمِّل الحكومة اللبنانية بالتكافل والتضامن مع حزب الله، مسؤولية ما يحدث.
الأهم من كل ذلك أنَّ الجامعة العربية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لمواجهة إيران من خلال البند الرقم 9 والبند الرقم 13، والذي جاء فيهما:
تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات. واعتبار إطلاق صاروخ بالستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان.
اعترض مندوب لبنان على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي والإشارة إلى وجوده في الحكومة، كما اعترض على الفقرات المتعلقة بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
***
ماذا يمكن الإستنتاج مما تقدم؟
الإستنتاج الأساسي أنَّ السعودية، ومعها الدول العربية التي أيدت بيان الجامعة العربية، قررت مواجهة إيران، والأولوية للمواجهة الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي.
صحيح أنَّ الدبلوماسية اللبنانية التي يقودها الوزير جبران باسيل، تحفظَّت عن كل ما من شأنه المس بإيران أو بحزب الله، لكن المعركة لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصاً حين تصل القضية إلى مجلس الأمن الدولي.
في هذا السياق، أعان الله الرئيس سعد الحريري الذي ستكون له مهمة كبيرة، في اجتماعه غداً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وهذا الإجتماع وما يمكن أن يصدر عنه من مواقف، من شأنه أن يخفف من وقع الموقف اللبناني في اجتماع الجامعة العربية، الذي لا يحظى على إجماع لبناني.
***
هدنة الإتصالات ولا سيما مع العواصم، ستكون حكماً يوم الأربعاء، مع مشاركة الرئيس الحريري في العرض العسكري لمناسبة عيد الإستقلال، وعند الواحدة سيكون هناك استقبال شعبي في بيت الوسط دعا اليه تيار المستقبل، تحت شعار كونوا عالوعد ت نقول هلا بالسعد. وفي اعتقاد مصادر سياسية أنَّ استقبال بيت الوسط بعد غد الأربعاء هو استفتاء، أنَّ الرئيس سعد الحريري ما زال الرقم الأصعب بيروتياً ولبنانياً.
***
مع ذلك، ماذا بعد؟
الحدث سيكون الخميس، مع احتمال أن يتوجه الرئيس سعد الحريري إلى قصر بعبدا ليقدم استقالة حكومته، بعد أن يكون قد استطلع كل الاراء والمواقف، ومنها ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته أمس.
هذا الأسبوع مفصلي بكل المقاييس، وما بعده لن يكون على الإطلاق كما قبله.