IMLebanon

إحتراماً لأرواح شهدائنا..

يلتف اللبنانيون الْيَوْمَ حول نعوش العسكريين الشهداء، ليودعوا أبناءهم قبل ان يحتضنهم تراب الوطن للمرة الاخيرة. صمتت السجالات وتوقف تراشق التهم اجلالا لأرواح الشهداء واحتراما لآلام العائلات المفجوعة التي تحملت ضياع السيادة وازدواجية القرارات الداخلية طوال سنوات الأسر الطويلة، لعل هذا الصمت يستمر في المرحلة المقبلة ويفسح المجال امام العمل الجدي للخروج من الأزمات العديدة المطبقة على الوطن من مختلف الجهات، بدءا بالسياسة مرورا بالبيئة وصولا للاقتصاد وهو الأكثر الحاحا وخطورة!

لقد اثبتت هذه المِحنة ان لا بديل عن الدولة ومؤسساتها، خاصة العسكرية، اما المهاترات وتقاذف التهم فهو لن يشفي غليل اللبنانيين الذين يعتبرون ان المصاب يعني كل واحد منهم ولا بد للتحقيق القضائي ان يأخذ مجراه ويقول كلمة الفصل لجهة تحديد التقصير وتحميل المسؤوليات مما يعيد الكرة الى ملعب القضاء الحر والنزيه والمستقل عن التدخلات السياسية التي باتت تهدد ما تبقى من المؤسسات ومصداقية للدولة وقدرته على الافلات من قبضة السياسيين وصولا الى محاسبتهم، يوما ما…

ان التململ العام من اداء الطبقة السياسية، والآتي بمعظمه من القاعدة الشعبية لكل فريق، وذلك في اكثر من مجال، بات يطرح علامة استفهام كبيرة حول مصير الانتخابات الفرعية اولا، وصولا الى النيابية، فهل ستعترف القوى السياسية بأزمتها التي تعكس واقع البلد بأكمله، وبالتالي تحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه عبر اخراج الملفات الحياتية الملحة من بازارات الصفقات والسمسرات، أم ان استباحة مقدرات الوطن مستمرة والاستخفاف بعقل اللبنانيين ومصالحهم سوف يتجلى فصولا جديدة ؟

الْيَوْمَ، تجمعنا اللوعة والالم على من فدوا الوطن بزهرة شبابهم، كما يجمعنا الفخر والاعتزاز بالشهداء الأبطال، ولا مكان للخلاف والتقسيم في هذه المؤسسة، التي لم تبخل بالتضحية حتى يبقى لبنان حرا مستقلا، ولن يستسلم اللبنانيون الشرفاء لإملاءات اصحاب المصالح ولأجندات الخاصة مهما بلغت الضغوطات وغلت التضحيات.. وحتى نحافظ على ما تبقى من هيبة الدولة وايمانا بمؤسساتها، لا بد للقضاء من إثبات استقلاليته وكشف التقصير اذا ما وقع ومن خلفه، حتى لا نقتل شهداءنا اكثر من مرة!