IMLebanon

عون يردّ: الممر الإلزامي مُقفل والسيّد يصحّح بكلام ملتبس

تصريحات نصر الله عن الممر الإلزامي تُثير قلق «التيار الوطني الحر»

عون يردّ: الممر الإلزامي مُقفل والسيّد يصحّح بكلام ملتبس

تشاؤم برّي بالنسبة للوضع المأزوم لا يمكن عزله عن زيارة ظريف لبيروت

 

 

بشّر الرئيس نبيه برّي الذي لم يتخلَّ يوماً عن تفاؤله بقدرة اللبنانيين على اجتراح الحلول لمشاكلهم مهما كانت معقّدة باستمرار عدم الاستقرار السياسي والشلل في كل مفاصل الدولة، وإن حرص على أن يُبقي على بارقة أمل عند اللبنانيين بإضاءاته على الجانب الأمني معتبراً أن لبنان هو الأفضل في المنطقة على صعيد الوضع الأمني، مناشداً في الوقت نفسه الطبقة السياسية من دون أن يسمي أحداً منها، كما نقل عنه النواب الذين التقوه أمس الأربعاء التجاوب مع المساعي لتسيير عجلة الدولة وتأمين مصالح النّاس وأمور معيشتهم لأنه لا يجوز استمرار سياسة إدارة الظهر في ظل هذا الوضع والأزمات التي تُصيب الاقتصاد وأحوال النّاس، فإذا لم ننجح حتى الآن في معالجة الأزمة السياسية كما نقل عنه النواب علينا على الأقل الالتفات إلى ما يُصيب لبنان من أضرار على المستوى الاقتصادي والمالي، وما يُفاقم الأزمات المتعلقة بالملفات الحياتية والاجتماعية والبيئية.

هذا الكلام للرئيس برّي الذي ينعى فيه الحلول للأزمات السياسية التي يتخبّط بها لبنان منذ الشغور في رئاسة الجمهورية قبل قرابة سنة ونصف السنة له دلالات كثيرة خصوصاً وأنه جاء بعد أقل من أسبوع على زيارة وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف إلى لبنان ولقائه المطوّل معه وما نسج بعد هذه الزيارة من تحليلات منسوبة إلى هذا وذاك من السياسيين تركز في معظمها على التفاؤل بأن زيارة رئيس الدبلوماسية الإيرانية من شأنها أن تُحدث خرقاً في جدار الأزمة اللبنانية التي اتفق الجميع على أنها معلقة على شماعة الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الست، وأن الأمور في لبنان لن تكون بعد هذا الإتفاق كما كانت عليه قبله، ويُذكر أن صاحب هذا القول هو الرئيس برّي نفسه ولا أحد سواه، وهذا يعني أن برّي في كلامه التشاؤمي أمس بالنسبة للأزمة السياسية ودعوته إلى إطلاق عمل الحكومة للإهتمام بشؤون النّاس أنه استنتج من محادثاته مع رئيس الدبلوماسية الإيرانية أنه لا يحمل أي جديد إيجابي بالنسبة إلى الأزمة السياسية في لبنان، استناداً الي مفاعيل الاتفاق النووي، وبالتالي فإن هذه الأزمة معلّقة إلى أمد غير منظور ويتوجب على اللبنانيين الاهتمام بشؤونهم المعيشية، والحفاظ على أمنهم ولو في الحدود الدنيا المقبلة إلى أن تصبح الظروف مؤاتية لحل أزماتهم السياسية وعلى الأخص الأزمة الرئاسية الوثيقة الارتباط بأزمات المنطقة.

ثم إن هذه المواقف التشاؤمية للرئيس برّي من الأزمة السياسية أتت بعد خطاب أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله يوم الجمعة الفائت، وتناول في جانب منه الوضع السياسي الداخلي المأزوم بكل جوانبه بأسلوب حمل تفسيرات وتحليلات وقراءات مختلفة لا سيما الجانب المتعلق بالاستحقاق الرئاسي موضوع الأزمة العامة واعتباره أن حليفه العماد عون لا يزال يُشكّل الممر الإلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية. وقد أجمعت هذه التحليلات والقراءات بنسبة كبيرة على أن السيّد حسن خطا في كلامه هذا، عدّة خطوات في اتجاه وضع هذه الأزمة على طريق الحل، فبعد أن كان أعلن في أكثر من مناسبة أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو العماد عون ولا أحد سواه، مقفلاً الباب أمام أي تسوية ممكنة طرحها فريق 14 آذار إذا به بعد لقائه وزير خارجية إيران يتخلّى عن هذا الطرح ليصبح حليفه عون ممراً إلزامياً، وهناك فرق شاسع بين أن يكون مرشحه الوحيد لرئاسة الجمهورية وبين أن يكون واحداً من صنّاع رئيس الجمهورية، وبالتالي على الأطراف الأخرى التي تطرح رئيساً تسووياً التحاور معه بوصفه حالة أساسية في السياسة اللبنانية للوصول إلى مثل هذا الرئيس الذي لا يُشكّل انتصاراً لفريق وانكساراً لفريق آخر.

ويبدو أن هذا الطرح الجديد لأمين عام حزب الله أحدث نقزة عند حليفه الجنرال ولم يستطع أن يتحمل هذا الأمر كعادته، فجاء بيان تكتل التغيير والاصلاح بعد اجتماعه أمس الأول يعكس هذه النقزة، ويعبّر عن انزعاج الجنرال من هذا التحوّل عند حليفه الرئيسي وذلك بإشارته الصريحة والواضحة إلى الممر الإلزامي الذي تحدث عنه السيّد حسن واعتباره أن هذا الممر مقفلاً دستورياً وقانونياً بمعنى انه مرفوض من قبل الجنرال أو انه عبّر عن انزعاجه منه.

الأوساط السياسية تُجمع على أن الجنرال إستعجل في ردّ الرسالة إلى حليفه أمين عام حزب الله بعدما تفاعلت على صعيد الوسط السياسي وتحوّلت إلى حديث الساعة وذلك بهدف الحصول على توضيح لموقفه أو تصحيح له حرصاً على ما يسميه عون بالتحالف المصيري، ويبدو انه حصل على بعض مما يريد الحصول عليه وهو ما نُسب أمس إلى السيّد حسن خلال استقباله أحد الوفود من أنه لا يزال يعتبر العماد عون مرشحه الأقوى لرئاسة الجمهورية.

الأوساط السياسية نفسها تعتقد بأن التشاؤم الذي عبر عنه الرئيس برّي بالنسبة إلى الوضع السياسي المازوم لا يمكن عزله عن زيارة وزير خارجية ايران والسجال المستجد بين السيّد والجنرال.