Site icon IMLebanon

الردّ على الإغتيالين بين الإكثار والإقلال .. هجوم دبلوماسي أميركي يمهد لبقاء الديمقراطيين في البيت الأبيض

 

 

في الروايات التعليمية على ألسنة الناس أو الحيوانات أن مَن يُكثر من الكلام، يبتعد عن العمل، لدرجة أن الكلام عن الشخص بلسانه، يجعل منه «كذاباً» حسب إحدى الروايات.

.. وفي الحرب الدائرة على محاور وجبهات الشرق الأوسط بين اسرائيل، وقوى التسلط الغربي، من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، ودولة الرايخ، التي تسببت «بالهلولوكست»، الذي تسبب بنوع من السذاجة بولادة الدولة العبرية، والشعب الفلسطيني، المشرد والملاحق والسجين والمظلوم، مدعوماً من المحور الذي يسمي نفسه محور الممانعة أو المقاومة ويسميه خصومه «بالمحور الإيراني»، بتعاطف روسي، وما يشبه الحيادية الصينية، مع تعاطف من دول وحركات وطنية، منتشرة على امتداد ما كان يسمى بالعالم الثالث أو «جغرافيا التخلف».

 

في الحرب الدائرة هذه حرب من نوع آخر، هي حرب الدعاية أو الحرب النفسية، التي تستهدف جبهات الأعداد، وسلاحها الكلام، أو المعلومات المغلوطة، أو الدعاية السوداء.. أو التضليل الإعلامي، من الإشاعة إلى الأكذوبة، أو الأكاذيب والأحابيل..

وهنا يطغى الكلام على ما عداه، وتصبح ظاهرة الـ «Logos»، أي الكلام الذي يتحول إلى خبر في موقع أو إذاعة، أو محطة تلفزة أو على مواقع التواصل من (X) الى التلغرام، والـ Tiktok وسواها، فيه من الصحة، مع أكاذيب تبدأ ولا تنتهي.

إنها من عدة الحرب، الخداع، والأكاذيب، والتضليل والتشويش.. أمَّا كثرة الكلام عن توعدات بالانتقال إلى «Mythos» أو إحداث الوقائع.. (قتل، حرب، قذائف، إحتلال، تدمير ومجازر) فهي تدخل في باب الروايات، المشار إليها في مطلع هذا التقرير..

 

على مدى عشرة أشهر ودولة الإحتلال (أي اسرائيل) وهي تتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور. لا احد بإمكانه أن ينكر حجم الدمار، وحرب الإبادة، والتدمير، والمجازر التي تحصد يومياً، وكل ساعة، ومع كل صباح، أو مساء، أو ليل عشرات القتلى (الشهداء) من الأطفال والنساء والشيوخ (المدنيين طبعاً). ولم تتمكن من حسم المعركة مع «حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية المقاتلة ببسالة من غزة المسوَّاة بالأرض الى الضفة والقدس، وحيث يتواجد الشعب الفلسطيني الذي ابتلي بمأساة احتلال وطنية (فلسطين)، وكتب عليه الشتات والجهاد والصبر، واللجوء.

ومع ذلك، لم يعترف قادة «دولة الاحتلال» بأن ما يقدمون عليه، يحصد الموت، ولا شيء سواء، ويضع دولتهم في مهبّ متغيرات، من أولى مؤشراتها التراجع والانحلال، والعزلة، تمهيداً الى الموت البطيء أو السريع..

في المقلب الآخر، من الصورة، تقاتل المقاومة في فلسطين، في غزة، وعلى جبهات الإسناد، ويغرق العالم في انتظار ردّ الفعل على الفعل.. أي الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية (مسؤولية ايران أولاً) ثم حماس، وسائر دول أو اطراف المحور الإيراني، والردّ على اغتيال الشخصية القيادية المحورية في المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله) فؤاد شكر (السيد محسن)، وهو من مسؤولية الحزب و كبار مقاتليه، حسب تعهد أمينه العام في مناسبة الاستشهاد وذكرى الأسبوع.

بعد ذلك،لِمَ الإكثار من الكلام عن الردّ أو الثأر، لدرجة أن الكلام المكرور والمعاد، لا يولدّ في النفس، سوى السأم والضجر وما شابه..

للمعركة الدائرة ظروفها، وتداخلاتها، وتحصينات الاحتلال، واستعداداته، وحسابات النجاح أو الإخفاق أو ما شاكل.. (كل ذلك، يدخل في خسابات الردّ، لا سيما إذا كانت الحرب مشتعلة، والأهداف الموجعة ليست ميسَّرة دائماً.. فضباط الاحتلال، ووزراؤه، لا يقفون على قارعة الطريق وفي شوارع القدس القديمة وبلدات فلسطين التاريخية، ينتظرون قنبلة أو قناصاً، أو فدائياً شجاعياً ليقتلهم)..

التقليل من الكلام بات ضرورياً، لتوفير المناخ لضربة «موجعة ومؤثرة» ورادعة، على حد تعابير أدبيات الردّ وقاموسه الكفاحي..

لا حاجة لمناقشة فكرة التفريق بين الحرب الدائرة، ولو حتى ضمن ما يسمى «قواعد الاشتباك» المحددة بأمكنة وأزمنة وأهداف، وبين الضربات النوعية أو الاغتيالات، في جغرافيا يفترض أنها محظورة عن الاستهداف، ضمن الحرب المحدودة وغير الموسعة، وما اذا كانت الفكرة صائبة أو خاطئة، فالاغتيال هو بعض من الحرب أو في صميمه، ولا داعي لإعطاء أدلة على هذه النقطة، أمَّا الفرق على وتيرة الردّ لجعل «دولة الاحتلال» تعيش بالقلق والخوف، والإنتظار على الاعصاب، ففيه بعض الصحة، ولكن هذا ينطبق على جبهة الإحتضان، أو ما بات يُعرف «بالبيئة الحاضنة».

تتحدث المعلومات عن أيام فاصلة الأسبوع الطالع، بين مساعٍٍ لمنع الردّ، أو حدوث ردّ لا يعقبه تصعيد.. فينفلت الوضع برمته في عموم المنطقة (الشرق الأوسط)..

وفي واجهة المساعي، الموعد المضروب لاستئناف مفاوضات «صفقة التبادل» ووقف النار أو ما بات يُعرف باسم «الهدنة في غزة».. حيث تتدفق الشخصيات الدبلوماسية والأمنية الرفيعة في الادارة الأميركية الى الشرق الاوسط، من مبعوث بايدن، بريت ماكفورك، ومدير الـ «C.I.A» وليم بيرنز، ووزير الخارجية انتوني بلينكن، في مسعى يوصف «بالجدي» لإنهاء الحرب في غزة، وفتح الطريق مجدداً للديمقراطيين للبقاء في البيت الأبيض..

اما لبنان، فيمكن القول أن دبلوماسيته نجحت في مواكبة التحركات بورقة القواعد اللبنانية للتسوية جنوباً!