Site icon IMLebanon

اطمئنوا رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري… راجع

 

أن يستقبل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الحكومة سعد الحريري في الإمارات العربية المتحدة، فالخبر ليس ثانوياً على الإطلاق، إنه حدث في حد ذاته سواء بالنسبة إلى الرئيس الحريري أو بالنسبة إلى التداعيات على الساحة اللبنانية.

زيارة الإمارات ولقاء الشيخ محمد بن زايد تحجب كل الصور المشوَّهة والمشوشة التي صدرت أخيراً، خصوصاً أن العلاقة بين ولي عهد الإمارات وولي العهد في السعودية الامير محمد بن سلمان، هي علاقات أخوة وتعاون ومصير مشترك.

هذا هو الحدث الاول أمس، أما الحدث الثاني المرتقب، فهو العودة المرتقبة للرئيس الحريري وهذه العودة ستكون الى رئاسة الحكومة من خلال العودة عن الاستقالة ثم الاستمرار على رأس الحكومة، وما عدا ذلك اجتهادات وملء للوقت الضائع.

 

مرّ لبنان بأزمة استقالة الرئيس الحريري، واستطراداً، لا مناص من العودة عن الاستقالة.

لو كانت الأزمة أزمة دستورية، لكان حلُّها في مواد الدستور، وهي واضحة ولا لُبسَ فيها.

مرّ البلد في أزمة سياسية غير مسبوقة، ولم يمر بمثيل لها منذ إقرار اتفاق الطائف مطلع التسعينيات من القرن الماضي، لكنه سيخرج منها بمجرد عودة الرئيس الحريري.

ولهذا السبب، وللمرة الأولى يتريّث رئيس الجمهورية في البتِّ بالإستقالة، وفي البدء بالإستشارات لتسمية رئيسٍ جديدٍ يكلفه تشكيل الحكومة الجديدة.

التريُّث مردُّه أنَّ الجميع يتهيَّب الموقف الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له:

 

فالبدء بالإستشارات فيما الرئيس سعد الحريري في الخارج، لا يحل الأزمة. لذا فإنَّ رئيس الجمهورية استعاض عن الإستشارات الدستورية بمشاورات سياسية، قد تساهم في بلورة صورة ما يجري، كما قد تشكِّل تهيئة للأجواء التي تتخذ القرار المتعلق بمستقبل الحكومة المرتبط باحتمال وحيد:

العودة عن الإستقالة.

 

فالعودة عن الإستقالة دونها مصاعب جمة، خصوصاً أنَّ بيان الإستقالة للرئيس الحريري كان عالي السقف، والعودة عنه دونها مصاعب.

لذلك السير بالإستقالة غير مجد وتصريف الأعمال ليس بالأمر السهل في ظل أزمة كبيرة مستعصية.

فليس سهلاً في مرحلة النهوض أن تقع البلاد تحت الشلل.

فبحسب وكالات مالية عالمية، منها، قفزت تكلفة التأمين على ديون لبنان لخمس سنوات 13 نقطة، بحسب آي. اتش. اس ماركت، كما أنَّ وكالة موديز خفَّضت التصنيف الإئتماني للبنان في حال حصل فراغ ولن يحصل.

في هذه الحال، لبنان أمام مفترق صعب:

الجميع في لبنان في انتظار عودة الرئيس الحريري حسب توقيته الشخصي والامني.

في المحصِّلة، الوضع بين الداخل والخارج هو خروج لبنان من هذه الأزمة المفاجئة، ويبدو أن كل الإتصالات التي تجري ستؤدي في نهاية المطاف إلى المخارج الإيجابية، خصوصاً أن هناك جهوداً كبيرة تركِّز على إخراج لبنان من النفق المستجد الذي أُدخِل فيه، والإيجابية تكمن في عودة الرئيس الحريري إلى ممارسة دوره الطبيعي على المستوى الوطني.

 

أيام قليلة وتنجلي الازمة، وانقشاع الغيوم الداكنة سيكون من خلال اعادة الاضواء الى بيت الوسط واعادة تمركز الحدث في السرايا.