Site icon IMLebanon

ترميم علاقة بيت الوسط ـ المختارة؟!

بعد ان سار النائب وليد جنبلاط على خط الهدوء السياسي لفترة، عاد الى الخلافات مجدداً مع الحلفاء والخصوم على حدّ سواء، من خلال تفجير انتقاداته و «لطشاته» على موقع «تويتر» الذي بات «فشة خلقه»، في ظل خلافات عديدة يعود بعد فترة وجيزة لإصلاحها عبر وساطات او اعلان مواقف مؤيدة  لمن تعرّض لشتيمة منه او تصريح مضاد.

وكل هذه التقلبات السياسية تصّب اليوم في خانة اهتمام جنبلاط بقانون الانتخاب والنظرة الايجابية الى التحالفات، التي «تفبرك» حالياً لحصول كل فريق على حصته من دون ان يصاب بخيبة الامل، خصوصاً بعد ولادة  توازنات جديدة مغايرة لما كانت عليه التحالفات في السابق، ابرزها تحالف «التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية» الذي يخيف جنبلاط اكثر من اي تحالف آخر.

الى ذلك يعمل الزعيم الدرزي اليوم على إزالة « الزعل» مع الجميع بدءاً برئيس الحكومة سعد الحريري الذي تربطه به محطات وجولات منذ العام 2005 على الرغم من خيبة الامل التي اصابت زعيم «المستقبل» من زعيم « الاشتراكي»، بعد ان اسقطه بالضربة القاضية في العام 2011 وأطلق غزله في إتجاه الرئيس نجيب ميقاتي. في حين ان الحريري عاد ليسامح جنبلاط بعد فترة قطيعة لانه يعرف طلعاته ونزلاته، وآخر هذه المسامحة زيارة الى المختارة في 19 آذار الماضي في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط وتسليم تيمور الزعامة الجنبلاطية.

بعد هذه الزيارة التي اظهرت متانة العلاقة بين الرجلين، شنّ جنبلاط هجوماً مبطّناً على « توتير» اسقط من خلاله كل الودّ  الذي يكنّه للحريري بالضربة القاضية  موجّهاً له انتقادات واتهامات بالشخصي، فحصلت الردود والردود المضادة فوصلت الى حدّ « ان تبليط البحر من اختصاص سوليدير»، ليصبح الوضع متوتراً الى اقصى الحدود، ولم يخف كل هذا السجال الاعلامي إلا بعد دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط  الوساطة.

إنطلاقاً من هنا تشير مصادر سياسية مراقبة لما يجري بينهما الى ان التحالفات المستجدة التي خلطت الاوراق السياسية على الساحة اللبنانية أغضبت جنبلاط، خصوصاً التقارب القائم بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، الامر الذي اخاف رئيس «الاشتراكي» من إمكانية حصول تحالفات انتخابية تشكل خطورة عليه وخصوصاً في عقر داره.

لكن اليوم عاد ليرضى خصوصاً بعد وصفه الإتفاق على الخمس عشرة دائرة بالمتوازن، والذي يحفظ حقوق الجميع وتمثيلهم، لذا اعتبر جنبلاط بأن غيمة الصيف التي مرّت فوقه والحريري لا بدّ ان تعبر خصوصاً في هذه الظروف المحتاجة الى اطيب العلاقات، تمهيداً لإعادة الأمور إلى نصابها لان الجرّة لا يمكن ان تنكسر بينهما.

وتؤكد هذه المصادر بان المصالحة بين الزعيمين باتت قريبة جداً، بعد دخول مقرّبين منهما على خط الوساطة هما الوزير السابق وائل ابو فاعور ورئيس مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري اللذين سيعيدان العلاقة الى ما كانت عليه ضمن لقاء مصارحة وانفتاح سيحمل بالتأكيد تفاهماً على الخط الانتخابي التحالفي.

وتختم هذه المصادر بأن على جنبلاط ان يتعلّم من دروس الماضي بأن « لا صاحب له» على ما يبدو في الاطار السياسي، سوى رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، لان الآخرين لا يثقون به وهو بدوره لا يثق بهم، من هنا عليه ان يضبط انفعالاته السياسية الى اقصى الحدود، خصوصاً في هذه الفترة المحتاجة الى رسم صورة جديّة للتحالفات.