أفضل وأصح ما يمكن اطلاقه على زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية وقطر انها وضعت الاسس الواضحة من اجل معالجة المواضيع بين البلدين خصوصاً بين الرياض وبيروت على فرضية الشوائب التي شابت العلاقة بينهما خلال السنوات الماضية وما رافقها من خطوات عملانية من قبل المملكة بحق لبنان وفق التطورات الاقليمية التي حصلت داخل الدول العربية وسياسة المملكة تجاه ما يجري هناك، ومن الطبيعي يقول وزير سيادي سابق ان تكون المتابعة لهذه المواضيع بشكل تنفيذي من قبل الوزراء في كلا البلدين بعد وضع الخطوط العامة خلال الخلوة التي جمعت الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس ميشال عون، يضاف الى المواضيع المختلفة على اهميتها تبقى دعوة عون الملك السعودي لزيارة لبنان هي الأهم في ظل الاوضاع القائمة، ويعطي الوزير السابق تفاصيل متسلسلة حول الامور التي سيتم حلها وفق التالي:
1- في موضوع رفع التمثيل الديبلوماسي السعودي في بيروت من المقرر بتها على وجه السرعة وهي على الارجح تعيين القائم بالأعمال السعودي الحالي في السفارة سفيراً للمملكة في لبنان وما يستتبعها من متابعة دقيقة للملف اللبناني من قبل سفير وليس قائم بالاعمال وهذا يدل على حسن نوايا من قبل الرياض وتعزيز حضورها الديبلوماسي في لبنان ومتابعة قضاياه على اعلى مستوى، وبالتالي فان تعيين سفير معتمد يدل على تغيير في النظرة السعودية الى لبنان ومسألة غيابه كانت لها مدلولات سلبية حسب الاعراف بين الدول خصوصاً بين التي يمكن تسميتها دولة شقيقة وان شخصية العماد عون وقوة تمثيله قادرتان على الربط بين الجميع.
2- في موضوع عودة الخطوط الملكية السعودية الى تجديد رحلاتها الى لبنان، فيبدو ان هذا الامر تم حسمه ايضاً وسوف تعود الطائرات المدنية السعودية الى مطار بيروت في اقرب وقت وهذا ما تجلى من خلال محادثات الوزراء المختصين بحيث تتوازن الحسابات والمصالح بعيداً عن النوايا.
3- أمّا القضيّة الأهم في نظر الوزير السابق والتي شدد عليها الرئيس ميشال عون موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني والتي يبدو ان القرار لم يتخذ حتى الساعة بشكل نهائي للافراج عنها انما الملك السعودي كان متجاوباً للغاية نظراً للشرح الذي قدمه عون حول ضرورة تقوية الجيش بالعتاد لمحاربة الارهاب الذي ضرب كافة الدول العربية ومن هذه الزاوية يبدو ان السلطات السعودية تعي مدى خطورة هذا النمط الارهابي الذي وصل حتى الى أراضيها ومن هنا تكونت قراءة مشتركة حول خطورة هذه المنظمات وضرورة القضاء عليها من قبل القوات المسلحة في البلدين والجيش اللبناني اثبت انه القادر على محاربة الخلايا الارهابية بالمتيسر بين يديه، انما المطلوب مساعدات عسكرية ولوجستية سريعة لتفعيل عملية محاربة التنظيمات الارهابية بشكل أوسع، ولذلك، فان الوزير السابق لا يعتقد ان الهبة والتي كانت بحدود الثلاثة مليارات دولار سوف يتم صرفها للجانب اللبناني، انما بمبالغ أقل مما كان متوقع نظراً للوضع المالي الذي يصيب السعودية حالياً، ولكنه متفائل بأن ما سيصل الى المؤسسات العسكرية والامنية سوف يعتبر كافياً لادارة عملية مكافحة الارهاب بشكل فعال.
4- وشرح الوزير السابق ان الرئيس عون شرح موقفه من القضايا العربية مشيراً الى انه يعمل وسيكمل مسعاه لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء العرب وان لبنان كما عهدناه على مسافة واحدة من الجميع، وهذا الشق بالذات تولى شرح تفاصيله الى نظيره السعودي عبدالله الجبير الوزير جبران باسيل حيث كان لقاء صريحا وعبر كل طرف عن وجهة نظره خصوصاً للأوضاع القائمة في سوريا حيث ركز الجانب السعودي على تدخل حزب الله في الداخل السوري، ولكن ما تم الاتفاق حوله هو جملة التدخلات العديدة والمتعددة من قبل اطراف كثيرين في الازمة هناك وان الرئيس عون شدد على الحل الوحيد المتاح وهو الحل السياسي وعودة النازحين السوريين الى ديارهم في اقرب فرصة لا سيما ان هناك مناطق آمنة في سوريا يمكن ان تستوعبهم في بلدهم بعيداً عن المساعدات والسكن في المخيمات مع اشارة الى الجوانب السلبية الذي ألحقه هذا النزوح السكاني على كافة الاصعدة في لبنان.
ويلفت الوزير السابق الى ان الزيارة حققت انفراجاً في العلاقات بين البلدين وسيكون بادئ ذي بدء العمل على تحسينها وان النتائج سوف تظهر تباعاً مع تبدل صورة هذه العلاقات عما كانت عليه في السابق وان اللقاءات الشخصية هي الأهم في كل هذا الحراك حيث يبدو الحديث اكثر صراحة وقرباً في تناول القضايا الشائكة وبالتالي المعرفة الحثيثة للرئيس الجديد للبنان عن قرب عكس ما كانت في السابق.