يطل الاسبوع الحالي على حركة سياسية ناشطة، محورها الزيارة الفرنسية ومستقبل “الخماسية” الباريسية. فبعيد لقاءات باريس الرئاسية والعسكرية والآمال المعقودة على امكان انتاج جديد، ان على مستوى دعم الجيش اللبناني، لا سيما عينياً لتمكينه من الاضطلاع بكامل المهام الموكلة اليه على الحدود، اندفعت المواقف المتناقضة والمتعارضة الى واجهة المشهد، رابطة الامني – العسكري بالسياسي – الرئاسي، متراوحة بين المؤيد المتفائل، والمتشائم المعول على فشل الاتصالات الديبلوماسية.
وبعيدا عن الجدل القائم والتسريبات الملغومة، حول حقيقة نتائج لقاءات باريس اللافتة شكلا ومضمونا، تزامنا مع مجموعة الاحداث الميدانية في بيروت، من الحملة الممنهجة ضد “عماد اليرزة” التي عادت تطل برأسها، الى اسقاط المسيرة “الاسرائيلية” فوق بلدة قائد الجيش العيشية، يبدو ان “الخماسية” الديبلوماسية، وبقرار من دولها، تتحضر لخطوات عملية مرتبطة بملف رئاسة الجمهورية ومهمتها، المنسقة مع كتلة “الاعتدال الوطني”.
وفي هذا الاطار تكشف مصادر ديبلوماسية، ان “خماسية” باريس في صدد “اصدار” بيان تفصيلي حول مهمتها، والعقبات التي تواجهها والنتائج التي حققتها على صعيد الاتصالات التي اجرتها، حيث ثمة همس عن توجه لكشف المعطلين، علما ان آلية اخراج البيان تبقى غير واضحة حتى الساعة.
واشارت المصادر، الى ان موعد صدور البيان لن يكون مبدئيا قبل لقاء السفراء برئيس مجلس النواب نبيه بري، ووضعه في صورة واجواء ما توصلوا اليه من معطيات، وتقديم تصور “لمبادرة حل” تسمح بتخطي العقبات، التي كانت تواجه طرح بري لفتح ابواب المجلس.
وتتابع المصادر، بان طرح “الخماسية” الذي تم جس نبض المعارضة حوله، يتمثل بان توجه الدعوة الى الحوار وترعاه وترأسه “الخماسية” الدولية، رغم ان ثمة عملية شد حبال بين اطرافها، اذ تسعى فرنسا لترؤس طاولة الحوار، على ان يكون مقر اقامة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر ساحة الحوار، فيما تسعى مصر بدورها الى ادارة جلساته بدعم من الولايات المتحدة.
وتشير المصادر الى ان الاجواء لا تبدو زهرية حتى الساعة لجهة الثامن من آذار، اذ ان اعلان حزب الله عن حوار غير مشروط يشمل البنود والمنطلق، ولا يشمل، اقله حتى الساعة، صاحب الدعوة ورئيس الجلسات، حيث الاصرار على ان يكون رئيس مجلس النواب وفي ساحة النجمة من منطلق سيادي، باعتبار الرئاسة الثانية الاعلى في هرمية السلطة اليوم في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية.
وختمت المصادر بان ثمة تعويلا على ان تنجح عين التينة في حل هذه الاشكالية، لتخطي الجمود القائم حاليا، علما ان الرعاية المصرية للحوار، تشكل حلا وسط، نظرا للدور غير المعلن الذي تؤديه الاخيرة على صعيد الاتصالات الاقليمية، ووجود خطوط تواصل بينها وبين حارة حريك، حيث قامت “تل ابيب” بايصال اكثر من رسالة غير مباشرة عبر تلك القناة.
الاكيد ان الايام القليلة المقبلة حاسمة لبنانيا على صعيد الجبهة الجنوبية، التي تبلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رسائل واضحة بشأنها، من “تل ابيب” عبر الرئيس ماكرون، ورئاسيا فالسباق على اشده بين المسعى الجماعي “الخماسي”، والمحاولات الفردية القطرية والفرنسية، رغم اعتراف اهل المعرفة بان لا شيء جديا في الاجواء، ما دامت الغلبة حتى اللحظة للميدان. ففي ضوء غياب التوافق، تمديد عمليا للوقت الضائع، الذي تملؤه بعض القوى السياسية برفع السقوف والانعزال، في مجاراة لا واعية لشعبويات موعودة.