IMLebanon

خلوة «المعارضة العونية» خطوة لـ«الإصلاح والتغيير»

ساعات طويلة من النقاش سيشهدها فندق «روتانا» في الحازمية اليوم، خلال الخلوة التنظيمية للمعارضة العونية التي تأتي كتتويج لسلسلة إجتماعات عقدتها في المناطق، منذ طرد الناشطين نعيم عون وطوني نصر الله وزياد عبس وآخرين من التيار «الوطني الحر» بعد إعتراضهم على قرار تعيين الوزير جبران باسيل رئيسا للتيار.

التوقيت والمكان يحملان دلالة يمكن التوقف عندها، فالمكان هو على مقربة من بعبدا التي شهدت «نضالات» النشطاء المفصولين، والزمان هو للقول إن المعارضة العونية ليست مجرد «فشة خلق» على إجراء داخلي لم يعجب كثيرا من المحازبين وسرعان ما ستنطفئ، بل للتأكيد أن المعارضة تملك مساحة «حوار وفق الاسس الديمقراطية، ولذلك سيقال كلام كثير داخل الخلوة حول الاداء الداخلي للتيار الذي كنا ولا زلنا معترضين عليه»، كما يقول الناشط المفصول نعيم عون لـ«المستقبل»، موضحا «أن الخلوة ليست لخلق إطار حزبي مواز للتيار الوطني الحر بل لإستنهاض الوضع الداخلي فيه وصولا إلى إصلاح الاخطاء التي نراها، وتوعية المحازبين على الأوضاع غير السليمة التي يعاني منها التيار وذلك وفق الاصول الديمقراطية التي نؤمن بها وننادي بتطبيقها، وبالتالي سيتوزع الكلام داخل الخلوة بين إعادة التعريف بوجهة نظرنا حول هذا الاداء الخاطئ، وعرض أفكار وشهادات من محازبين في الاطار نفسه وتوضيح الفكرة التي نراها صائبة لإصلاح الاداء الداخلي الذي ما زلنا على خلاف معه».

إذن، الخلوة لن تؤدي إلى خلق نواة لحزب جديد من رحم التيار، وهذا ما يؤكد عليه الناشط المفصول طوني حرب لافتا إلى أنها «ستضم 120 حزبيا من المفصولين والحزبيين المنتسبين على السواء، من دون أن يكون هناك جدول أعمال مسبق أو نقاش في المبادئ العامة للتيار التي ما زلنا نؤمن بها ونتفق مع قيادة التيار عليها، بل سيتركز البحث على الوضع الحزبي الداخلي والانحراف التنظيمي وكيفية مواجهته وإصلاحه».

يتوقع حرب أن تكون الخلوة «ناجحة وأن تثير حساسية القيادة في التيار كونها ستضم محازبين لا يزالون منضوين داخله، من دون أن يستبعد أن تتخذ بحقهم إجراءات معينة نتيجة مشاركتهم، وسيصدر عن الخلوة بيان ختامي يحدد الخطوات اللاحقة التي من المفروض أن تتبلور خلال النقاش، ومنها إتخاذ موقف واضح من التحرك المفترض للتيار بعد جلسة الاربعاء المقبل لإنتخاب رئيس للجمهورية».

يشارك الناشط المفصول هشام حداد في الخلوة كمراقب، كما يقول، مشددا على أن «الهدف من مشاركته ليس الإنتقال من إطار حزبي الى آخر، بل مناقشة التمايز التنظيمي عن قيادة التيار الحالية والنظرة إلى المستقبل، والادلاء بشهادة وملاحظات على أداء القيادة الجديدة غير المتوازنة والتي لا تشبه روحية التيار، وفصل الناشطين التعسفي وإبدال المناضلين الحقيقيين بأصحاب النفوذ والمال، وبالتالي والمخالفة للنظام الداخلي».

ويضيف: «مشاركتي هي للقول للشباب اللبناني إنه يجب التفكير جيدا قبل الانضواء إلى أي من الاحزاب اللبنانية، التي يجمع بينها قاسم مشترك هو التوريث السياسي وتقاسم المصالح».

تجدر الاشارة إلى أن الخلوة سبقتها سلسلة لقاءات حاشدة في كسروان والمتن وبعبدا وجبيل، ويفترض أن يخلص المجتمعون إلى إنشاء مجموعات في كل قضاء يتراوح عدد أعضائها بين ثلاثة وعشرة نشطاء، للتواصل مع المحازبين وشرح وجهة نظر المعارضين وتنظيم لقاءات لهم في المناطق، علما أن نواب ووزراء التكتل والتيار يرفضون التعليق على نشاط المعارضة حين حاولت «المستقبل» الوقوف على رأيهم،»على إعتبار أنها أمور داخلية لا يجب أن يتم البوح بها عبر الاعلام»، ما يعني أن الوضع داخل أروقة التيار مأزوم والجميع يقر بأن ثمة خطأ ما قد حصل وأن الامور ليست على ما يرام.