IMLebanon

حلفاء عون يرفعون شعار”ممنوع أن ينكسر” التراجع عن دعوة الحكومة هل يفتح المخارج؟

ترصد دوائر معنية في “حزب الله” بدقة كيفية ادارة حليف الحزب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لمعركة التعيينات الأمنية التي شرع في خوض غمارها منذ اسابيع عدة وهي المعركة التي بلغت ذروتها في الايام الأخيرة مع امتناع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عن توجيه دعوة الى مجلس الوزراء للالتئام تحت ذريعة انه لا يريد للحكومة ان تهتز مع اصرار وزراء التكتل على بند التعيينات بنداً اساسياً وبته شرطاً للمضي قدماً في مناقشة البنود الأخرى.

بطبيعة الحال تستنتج الدوائر عينها ان تصادم الارادات أوصل الامور الى حال الشلل الحكومي وبالتالي اوجد حالا من التأزيم والتعقيد زاد منسوب الازمة السياسية الناجمة بالاصل عن الشغور الرئاسي والعجز عن انتخاب رئيس جديد وعن عدم تجاوب كتل اساسية في مجلس النواب مع دعوة رئيس المجلس نبيه بري في جلسة تحت عنوان تشريع الضرورة.

وحيال هذا المشهد التعقيدي فان السؤال المطروح هو هل يحمل الافق السياسي المخبوء احتمالات للمعالجة واستطراداً هل من امكانات لتحريك عجلة العمل الحكومي مجددا والحيلولة دون مزيد من التعقيد على مستوى السلطة التنفيذية؟ هل من دور محتمل لـ”حزب الله” بالتحديد في هذا الاطار؟

صبيحة الخميس الماضي زار احد وزيري “حزب الله” محمد فنيش الرئيس سلام ما اثار حشرية البعض لمعرفة الدافع والابعاد خصوصاً في هذه المرحلة وهل للزيارة علاقة بحراك ما يعتزم الحزب الشروع فيه لايجاد مخرج للازمة التي تلقي بظلها الثقيل على المشهد السياسي برمته. وقد تبين ان فنيش لم يثر موضوع الشلل الحكومي وانه حضر الى السرايا الحكومية ليبلغ رئيس الحكومة رسالة فحواها التحذير من مخاطر اثارة قضية فيلم التعذيب في سجن رومية وضرورة اجراء تحقيق جدي في المسألة برمتها وتحديد المسؤوليات لا سيما بعد بروز ردات فعل على الارض في مناطق بعينها هددت خلال ساعات السلم الاهلي وهزت حال الاستقرار ولاسيما بعد ان بادر وزير العدل الى توجيه اصابع الاتهام المباشر الى الحزب بالمسؤولية عن تصوير الفيلم اياه وترويجه. وقد ابلغ الوزير فنيش الرئيس سلام و جوب الحرص على تلافي تكرار هذا الأمر وضرورة وضع حد لهذا العبث الخطر.

وفي كل الأحوال مازال الحزب وفق قول الوزير فنيش في اتصال معه، عند موقفه المعروف من مسألة الازمة الحكومية المفتوحة على مزيد من التأزيم والقائم على اساس ان بالامكان تلافي المزيد من حلقات التأزيم والشلل الحكومي وايجاد المعالجات والمخارج من خلال فتح ابواب الحوار على مصراعيها مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح للوقوف على مطلبه الواضح خصوصاً ان العماد عون اكد مراراً انه ماض قدما في تحركه وانه ليس في وارد التراجع عما بدأه وليس في وارد التخلي عما طرحه من مطالب.

واضاف فنيش “وعليه نحن نرى ان المشكلة لن تجد طريقها نحو الحل اذا ما بادر الرئيس سلام الى توجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء من دون ادراج بند التعيينات كما يطرح البعض فالجلسة في هذه الحال ستنعقد وبالتالي فان وزراء تكتل التغيير لن يقاطعوا وسيحضرون الجلسة ولكن اي بند من بنود جدول الاعمال لن يمرر ما لم يتم التعامل بايجابية مع مطلب التكتل”.

وعليه يختم فنيش “كرة الحل وتفادي الجنوح نحو المزيد من التأزيم والشلل الحكومي هي في مرمى الرئيس سلام والفريق الآخر وعليهم ان يتصرفوا بحكمة”.

وبعيداً عما يقوله وزير شؤون مجلس النواب فثمة اعتقاد بدأ يتكرس لدى دوائر القرار في قوى 8 آذار جوهره ان الفريق الآخر لم يستغل فترة الاسابيع الثلاثة الماضية وهي عمر الشلل الحكومي لايجاد مخارج وحلول تمنع تمادي الازمة الحكومية فما قيل عن انه مبادرات حل وتسوية طرحها البعض لم تكن جادة ومتكاملة.

اضافة الى ذلك فان الفريق الآخر مارس عمليات ضغط وتهويل على العماد عون بغية إحراجه فاخراجه ثم العمل على اظهاره مظهر المنكسر وذلك من خلال الآتي:

– تحميل عون مسؤولية الشلل الحكومي كونه اثار موضوعاً ومطلباً بالامكان تاجيل البحث به

– تحميله تبعة التعطيل من خلال القول انه لم يتجاوب مع مبادرات الحل والتهدئة.

– واخيراً وليس آخراً تحميله تبعات التردي الاقتصادي والمالي علماً ان في ذلك ظلماً للعماد عون من جهة وتعمية عن الاسباب الحقيقية والجوهرية للازمة الاقتصادية والمالية التي تعود جذورها الى ما قبل الشغور الرئاسي بوقت طويل.

– اللعب على وتر الانقسام الحاصل في الحلف السياسي الذي يضم عون حول الشعار الذي رفعه عون، واظهاره وكانه يتحرك بعزلة عن حلفائه.

ومهما يكن من امر فثمة استنتاج لدى الدوائر ذاتها مفاده ان موقف “الصمود” الذي اعتصم به عون لمواجهة حملات الضغط والتهويل عليه قد بدأ يعطي ثماره بدليل ان التلويح بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء قد تراجع خلال الساعات القليلة الماضية وعليه فان الدوائر عينها تتمنى ان يكون الفريق الذي اندفع خلال الفترة الماضية الى التعامل بسلبية مع مطلب العماد عون قد شرع في اعادة حساباته عسى وعل ان يكون ذلك مقدمة للبحث عن حلول جدية وليس الدفع نحو مزيد من التأزيم خصوصاً ان حلفاء عون رفعوا في دوائرهم المغلقة شعار: “ممنوع ان ينكسر العماد عون”.