IMLebanon

خلوة المدرسة المارونية سقف المبادئ يجمع الراعي والحريري

المدرسة المارونية في روما، مرةً جديدة، مع حدث لبناني تتوجَّه إليه الأنظار من لبنان ودنيا الإغتراب وكذلك عواصم العالم المعنية باستحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان، فاللقاء هو بين زعيم الاعتدال اللبناني والسني، الرئيس سعد الحريري، وبين رأس الكنيسة المارونية والمرجعية الوطنية الأبرز الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

صفة الإعتدال هي الأبرز عند الرئيس الحريري، في وقتٍ يتعرَّض فيه لبنان لاختبارٍ وتحديات يومية لمواجهة التطرف والتشدد، وهو يسابق الوقت والجهود لتثبيت واقع الاعتدال عن تسونامي التطرف.

وصفة شركة ومحبة يحملها الكاردينال الراعي أينما حلَّ، سواء في بكركي أو في المدرسة المارونية في روما أو في أي عاصمة من عواصم العالم التي يزورها.

الليلة التقاء الإعتدال والشركة والمحبة، فماذا سيُنتِج؟

ليس عشاءً سريًّا لأنه اصبح على كل شفة ولسان.

وليس لقاءً سريًا لأن مداولاته سبقته إلى درجة يتساءل معها كثيرون: وماذا تبقَّى للقاء ان يقوله بعدما قيل كل شيء ؟

إنه لقاء تثبيت المواقف لقطع الطريق على المشككين، فهو سيُعقَد عند السابعة بتوقيت روما، الثامنة بتوقيت بيروت، يبدأ بلقاء موسَّع يحضره الكاردينال الراعي والرئيس الحريري والوفدان المرافقان، واثر الاجتماع يُطلان على الصحافيين على ان تعقب هذه الاطلالة خلوة ثنائية تليها مأدبة العشاء التي يُقيمها الكاردينال الراعي لضيفه الكبير.

الطبق السياسي سيكون غنيًّا ولا مكان فيه لريجيم المناقشات بل إن كل البنود والملفات ستكون حاضرة، فاللقاء يُعقَد بعد نحو مئة وخمسين يومًا على وقوع الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهو يُعقَد أيضًا قبل نحو اربعين يومًا من انتهاء الولاية الممددة لمجلس النواب، إذًا هو بين استحقاقيْن كبيرين: الأول رئاسي والثاني نيابي، في هذا البند هناك توافقٌ تام بين الرجلين: فالكاردينال الراعي والرئيس الحريري على توافق تام على أن انتخابات رئاسة الجمهورية هي الاولوية ولا تتقدمها اي أولوية اخرى.

بالنسبة إلى شخص الرئيس: لا دخول في الاسماء والتسميات، لكن الطرح من جانب الكاردينال الراعي هو ان يكون المرشح مقبولاً من الجميع، بمعنى ان لا يكون مكوِّنٌ من مكونات البلد يضع فيتو عليه، اما الطرح من جانب الرئيس الحريري فهو انه على المسيحيين ان يختاروا المرشح ويقبل به المسلمون.

هل هي شروط تعجيزية ؟ بالتأكيد لا. فما يطرحه الكاردينال الراعي هو المنطق، وما يطرحه الرئيس الحريري هو الواقعية، وبين المنطق والواقعية تكون ولادة الرئيس الجديد.

صحيح ان الكاردينال والرئيس لا يستطيعان وحدهما المجيء بالرئيس، لكن في المقابل وبالمستوى ذاته لا يمكن لأحد ان يتجاوزهما عند اختيار الرئيس.

في الملف النيابي من خلوة المدرسة المارونية فإنه لا انتخابات نيابية قبل الرئاسية، وهذا قرار لا عودة عنه، وبعد الانتخابات الرئاسية يُصار إلى إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، ووفق هذا القانون تجري الانتخابات وليس وفق القانون الحالي.

ما بعد خلوة المدرسة المارونية لن يكون كما قبلها، فسقفُ المبادئ بين الكاردينال الراعي والرئيس الحريري واحد، والمنتظر أن ينضم الآخرون إلى هذا السقف.