Site icon IMLebanon

عودة الصندوق

واستبشر أهل لبنان خيراً بعودة بعض وجوه الديموقراطية المعطلّة منذ سنوات، فاختاروا بما أمكن بلدياتهم ومخاتيرهم فجدّدوا الثقة للبعض وحجبوها عن البعض الآخر، وتشابك الخيار الحزبي بذاك اللاحزبي ولعبت الاصطفافات دوراً وتحالفت قوى هي في تركيبتها غريبة عن بعضها وتخاصمت أخرى هي بنات الرحم الواحد.

نعم، ليس كلّ ذلك غريباً طالما أنّ الثقافة الديموقراطية غير ممارَسة بالشكل الصحيح وهذا يحتاج أكثر من استحقاق انتخابي لكي تُشَذَّب الخيارات وتُهذَّب التطلعات وتستقرّ التحالفات.

قيل الكثير في الانتخابات وما حولها وتبودلت الاتهامات بين المتخاصمين، ولكنّ كلّ ذلك لا يمنع من الاشارة الى أنّ الانتخابات هي فرحة مميّزة بعودة الروح التنافسية الى مجتمعنا بعدما أكل التمديد والتسويف من الطموحات والطاقات والقدرات الشبابية الواعدة.

نعم، ليس اجراء الانتخابات «نعمة» من السلطات الحاكمة والمتحكمة بالبلاد، بل هي اجراء قانوني حدّدته القوانين المرعية الإجراء كلّ ست سنوات للبلديات وأربع سنوات للنواب.

ويجب أن ندرك إدراكاً تاماً أنّ كل حديث عن تأجيل وتمديد وتشكيك هو من باب ضرب الروح الديموقراطية وإرادة التغيير والاحلام المشروعة بتعديل وتبديل وتغيير وتحديث.

فمن دون الانتخابات حقاً وممارسةً لا يصطلح وضع البلاد وتجارب العالم في هذا الصدد دليل صدق.

نحو الديموقراطية وإن ناقصة دُر …..حتى تتحقق الشفافية ويُحَدَّث النظام.