IMLebanon

عودة الامن والاستقرار 

 

ارتاح اللبنانيون وشعروا بالامن والاستقرار مع وقف العدوان الاسرائيلي والحرب التي جرت وكانت مدمرة حيث استعملت اسرائيل اكثر الطائرات الحديثة في قدرتها التدميرية والذخائر الاميركية الصنع التي زودتها بها الولايات المتحدة وتم استعمالها ضد ابنية مدنية في لبنان خاصة في البقاع من اوله الشمالي الشرقي الى اخره في شتورة الى كامل الجنوب اللبناني حيث دارت معارك شرسة للغاية وغير مسبوقة بهذا الشكل خاصة في الخيام والنبطية وبنت جبيل وصور وشمع ومحيط بلدة الناقورة الى حارة صيدا التي لحق بها قصف جوي تدميري كبير، كذلك كانت الحرب التدميرية الجوية على الضاحية الجنوبية حيث تم تدمير عشرات الابنية المدنية الشاهقة لا بل المئات وطال القصف الجوي التدميري مناطق كثيرة في لبنان وصل الى عكار وشمال لبنان وقضاء جبيل ومناطق اخرى.

 

لكن كل ذلك وفي ظل هذه الحرب من الغارات الجوية التدميرية وحملة الاغتيالات التي طالت سيد شهداء طريق القدس السيد حسن نصرالله والعشرات من قادة حزب الله والمقاومة، فان حرب الميدان برع فيها المقاومون واوقفوا الهجوم الاسرائيلي الصهيوني عند حدود برية لم يستطع تجاوزها، ذلك ان جيشا يصل عديده الى 70 و80 الف جندي ويقرر الهجوم من حدود فلسطين المحتلة باتجاه نهر الليطاني فان مداه الجغرافي لاحتلال هذه المناطق لا يزيد عن 20 كيلومترا ويستطيع احتلاله،وهو لم يستطع تحقيق هذه الاهداف بسهولة بل وجد صعوبة كبرى اوقفته عند حدود قريبة من حدود فلسطين المحتلة ولولا الغارات الجوية الاكثر تدميرا وهي شبيهة بحروب عالمية فان الجيش الاسرائيلي لم يستطع السيطرة على مناطق قريبة من نهر الليطاني الا في نقاط محددة وصغيرة.

 

وقد تحركت الحركة الديبلوماسية العالمية باتجاه لبنان وبيان الرئيس الاميركي بايدن بشان الاتفاق على القرار 1701 حيث ترأست الولايات المتحدة اللجنة الخماسية التي ضمت فرنسا والقوات الدولية المؤقتة اليونيفيل ولبنان واسرائيل وان القرار 1701 اصبح ساريا عند الساعة الرابعة فجر امس وقابله الرئيس الفرنسي ماكرون باعلان فرنسا انها منضمة الى هذه اللجنة الخماسية وستشترك في رعاية تنفيد القرار1701.

 

والحدث الهام الكبير هو ان وحدات الجيش اللبناني سيصبح عديدها في منطقة جنوب نهر الليطاني 10 الاف رتيب وجندي وضابط وستنتشر بقوة وتفرض الامن الى جانب القوات الدولية وخلال 60 يوما سينسحب جيش الاحتلال الاسرائيلي الى الخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل على ان يتم الترسيم البري لاحقا بين لبنان وحدود فلسطين المحتلة.

 

الموفد الفرنسي الوزير السابق جان ايف لودريان سيصل الى بيروت ويبدأ عمله لان زيارته ما زالت غير محددة حتى كتابة هذه الاسطر كما من المنتظر ان يصل وزراء خارجية عرب الى لبنان اضافة الى وزراء خارجية اوروبيين وكل ذلك في سبيل تثبيت تنفيذ القرار الدولي 1701.

 

ان انتشار 10 الاف ضابط ورتيب وجندي من الجيش اللبناني من نخبة الافواج المسلحة في الجيش سيضيف الى جانب القوات الدولية امنا واستقرارا على جنوب لبنان وسنرى قريبا ان مطار بيروت ستحط فيه شركات جديدة للطيران وتستعيد رحلاتها الى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، كما ان الكثير من المغتربين بدأوا بالاتصال منذ الان للاستفسار عن الوضع ومنهم من قام بحجز مقاعده في شركة طيران الشرق الوسط وعلى الارجح ستستعيد بعض الشركات الاخرى الدولية والعربية رحلاتها الى مطار بيروت وسيحجز المغتربون اماكنهم لزيارة لبنان في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة وكل ذلك يبشر بالخير وان لبنان خرج من المحنة الكبيرة،وفي ذات الوقت فان عمل مؤسسات الدولة سيبدأ مع مطلع السنة الجديدة اي سنة 2025 تدريجيا لتضخ الدم في جسم المؤسسات اللبنانية كي يستعيد الشعب اللبناني ثقته بدولته خاصة مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

لقد سقط للمقاومة شهداء ضحوا بحياتهم في الميدان وكذلك سقط الالاف من المواطنين اللبنانيين نتيجة الغارات الجوية والحرب العدوانية على لبنان والرحمة لهؤلاء الشهداء المقاومين والمدنيين، والنهضة ستكون للبنان المتعافي مع تنفيذ القرار 1701 وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الان وحتى 60 يوما وفرض السيادة اللبنانية من جنوب الليطاني الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. ومع فرض هذه السيادة يكون الشعب اللبناني قد فرض سيادته على ارضه واخرج الاحتلال الاسرائيلي بعدما دفع ثمنا غاليا من دماء شهدائه سواء في الميدان من المقاومة ام من المدنيين الذين سقطوا في الغارات الوحشية في بيروت وفي كل لبنان.

 

باذن الله سنحتفل بعودة الامن والاستقرار الى لبنان مع مطلع سنة 2025 ويعود لبنان الى بريقه وشعبه الى وحدته الوطنية والى سيادته على ارضه.