العودة الى الجذور
لا شك في أنّ رئيس الحكومة المستقيلة في العراق حيدر العبادي الذي قال في تصريحه الأخير: لن نجازف بمصير شعبنا إرضاء لإيران.
للحقيقة والتاريخ أنّ العبادي، منذ اليوم الأول لترؤسه الحكومة وهو يحاول أن يعيد الى العراق جذوره وإلى دوره الوطني والقومي العربي، لأنه يعلم تمام العلم أنّ الشعب العراقي، سنّة وشيعة وأكراداً يبقون أولاً وأخيراً عراقيين ثم يبحثون عن مذاهبهم.
صحيح أنّ الأميركيين عندما غزوا العراق وحلّوا الجيش العراقي ودمروا العراق كان همّهم الوحيد الفتنة السنّية – الشيعية وتقسيم هذا البلد العربي، معتمدين على بعض أصحاب النفوس الضعيفة ذات الشهوة للحكم والسلطة أمثال المالكي الذين اعتقدوا أنّ العراق سيتغيّر وسيقسّم وسيصبح ثلاث دول: كردية وسنّية وشيعية.
وبالرغم من كل الأموال الضخمة بالمليارات التي سرقها نوري المالكي وزبانيته،
وبالرغم من أنّ الحرب ضد الشعب السوري التي نفذها النظام المجرم كانت تموّل بأموال العراق والنفط العراقي بأوامر اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني…
بالرغم من هذا كله بقي في العراق رجالات لا يمكن أن تبيع بلادها من أجل حفنة من الدولارات… وفي طليعتهم حيدر العبادي وأياد العلاوي.
وإذا سألت هؤلاء: ما هو دينك؟ أو مذهبك؟ لأجابك: ديني العراق ومذهبي العراق.
لقد راهنوا على أصحاب النفوس الضعيفة وفاتهم أنّ في العراق رجالاً أشداء… في طوال الحرب التي استمرت ثماني سنوات بقي الجيش العراقي متماسكاً بالرغم من أنّ 80٪ منه من الشيعة العراقيين العرب.
والدليل على ذلك أنه لم يقع حادث واحد على قاعدة هذا سنّي وهذا شيعي… طبعاً لا تدخل في هذه المعادلة العمليات الارهابية التي ليس لمرتكبيها دين… أياً كان انتماؤهم.
لقد عمد العبادي الى إعادة تصويب الأمور بالخروج من العزلة التي فرضتها عليه إيران، إذ حاولت أن تقيم الحواجز بينه وبين محيطه العربي الأوسع وبالذات محيطه الأقرب: الكويت والمملكة العربية السعودية، فأعاد فتح الحدود، وأرسل وزير داخليته الى الرياض حيث عقد اتفاقات مهّدت للتطبيع الكامل.
عوني الكعكي