IMLebanon

أعيدوا جادة الجيش اللبناني  إلى ما كانت عليه

هل هو القول الأقوى:

إذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا؟

مناسبةُ هذا القول أنَّ بعضَ مَن هُم في السلطة، وفي غفلةٍ من الظروف، صدَّقوا أنفسهم ويريدون من الناس أن يصدِّقوهم على أنَّهم مراجع وأقطاب وأرقام صعبة ومعادلات، وهُم في أحسن أحوالهم أشخاص عاديون وضعتهم الظروف وحظوظهم الجيِّدة على سكة السياسة وما تعنيه من أبواب تُفتَح وتُشرَّع للعائلة وللأصدقاء ولقلةٍ قليلة.

البعضُ يقول:

هذا هو لبنان، لكن مهلاً فإنَّ بعض التصرفات فاتها أن تُميِّز بين الإنجازات والتجاوزات، فالبعض اختلط عليه الأمر فلم يعرف كيف يميِّز بين ما هو إنجازات وبين ما هو تجاوزات، فكان مُقِّلاً في الأولى ومُكثراً في الثانية، مراهناً أنَّ الناس لا يميزون، لكن فاته أن في كثيرٍ من الأحيان فإنَّ الناس أكثر ذكاءً وليس بالسهولة تمرير أي شيء عليهم.

هناك تقليدٌ متعارفٌ عليه، سواء في لبنان أو في دول العالم قاطبةً، وهو تسمية الشوارع والجادَّات بأسماء رؤساء وعلماء ومفكرين وأدباء وشعراء وأبطال حرب أو أبطال سلام، حدث هذا في كلِّ الدول ويحدث في لبنان أيضاً، لكننا في بلد غالباً ما يعمد القيمون على هذا الشأن على كَسِر الأعراف والتقاليد وأحياناً القوانين والأنظمة المرعية الإجراء.

لم يطلب الرئيس الراحل بشارة الخوري شارعاً بإسمه، والتسمية جاءت بعد وفاته بكثير، ليس هناك من شارع بإسم الرئيس كميل شمعون بل إنَّ المدينة الرياضية سُميت على إسمه لأنَّها بُنيت في عهده. جادة الرئيس الياس سركيس سُميت بإسمه بعد وفاته وكذلك الرئيس فؤاد شهاب. الرئيس الياس الهراوي أُنشئ على عهده الأوتوستراد الذي يربط فرن الشباك بالأشرفية فسُمي على إسمه، وكذلك أوتوستراد المتن السريع الذي سُميَّ بإسم الرئيس إميل لحود.

كما يطلق في 20 من الشهر الحالي إسم كمال جنبلاط على شارع في بيروت بعد 38 عاماً على وفاته.

رؤساء الحكومات كانت لهم جادّاتهم وشوارع بأسمائهم:

فمن جادة عبدالله اليافي إلى جادة شفيق الوزان، أما الرئيس الشهيد رفيق الحريري فكانت له إنجازات كبرى في الإعمار وإعادة الإعمار فسُمي مطار بيروت الدولي بمطار رفيق الحريري الدولي.

لكن لم يحدث أن وضع رئيسٌ أو شاعرٌ أو عالمٌ يدَه على شارع أو جادة أو مبنى فتمَّ تغيير إسم هذا الشارع من أجله، كما حصل بالنسبة إلى أوتوستراد الممتد من مستديرة الصياد حتى ثكنة الفياضية. هذه الجادة كان إسمها، وسيبقى، جادَّة الجيش اللبناني الباسل، وذلك بفضل التضحيات الجمَّة التي قدَّمها ويُقدِّمها الجيش اللبناني في مختلف العهود وفي أصعب الظروف، وكانت تلك التسمية من أحسن التسميات الموجودة في الطرقات والجادَّات والشوارع.

فجأة، وبسحر ساحر إقتُلِع إسم جادة الجيش اللبناني ليحلّ محلَّه قبل نهاية ولايته جادة الرئيس ميشال سليمان! أين في العالم وفي لبنان حصل مثل هذا الإقتلاع للجيش اللبناني عن جادَّته ليوضع مكانه إسم رئيس سابق للجمهورية؟

ألم يجدوا جادةً أخرى لا تحمل إسماً ليضعوا الإسم الكريم المذكور عليها؟

الرئيس ميشال سليمان كان إبن المؤسسة العسكرية فكيف يقبل بهذا التبديل؟

وكيف يرضى بهذا الإقتلاع؟

إنَّ تصحيح الخطأ الجسيم لا يكون بأقل من الإيعاز لمن يلزم بإعادة التسمية إلى ما كانت عليه والإستعاضة عن الجادة بالطريق التي تؤدي إلى منزله الجديد في اليرزة، وهو المنزل الذي تزامن إنجازه مع إنتهاء العهد، فلا بأس من تسمية الشارع الذي يمرُّ بين الصنوبر بشارع الرئيس ميشال سليمان. هكذا يكون قد حَفَظ حقَّه، بأن يكون له شارع بإسمه وأعاد الحقَّ إلى الجيش بإعادة تسمية الجادة بين دار الصياد والفياضية بجادة الجيش اللبناني.

هل هذا كثير؟