Site icon IMLebanon

استعراض رومية: السنيورة خلف الكواليس؟

أخيراً ظهر فؤاد السنيورة. في الأيام الماضية، عندما كاد البلد ينزلق إلى فتنة «شريط رومية» وكاد تيار المستقبل يتحول إلى أجنحة متكسرة، كان رئيس كتلة المستقبل النيابية يتفرج بصمت. لولا الاجتماع الأسبوعي للكتلة أمس في بيت الوسط وواجب إصدار بيان عنه، لظنّ البعض أنه لا يعلم بما يجري. لكن ما ذلك الظن بالسنيورة. فالرجل لا يكتفي بأخذ العلم، بل باجتراح الأفعال من أساسها. بحضور وزير العدل أشرف ريفي وغياب وزير الداخلية نهاد المشنوق، ترأس السنيورة لقاء الكتلة التي استنكرت «جريمة تعذيب السجناء في رومية»، ودعمت ووقفت بجانب ريفي والمشنوق، وطالبت «بالمضي في التحقيق بشكل شفاف وصارم».

ابتسامة السنيورة التي لم تفارق محيّاه خلال الاجتماع، فسّرها البعض كمن «قتل القتيل ومشى في جنازته». تقول مصادر من داخل التيار إن السنيورة ليس أقل حساسية من ريفي ضد المشنوق. الأخير «أكل الجو» من لبنان إلى السعودية. سمّاه الرئيس سعد الحريري وزيراً للداخلية وممثلاً له في الحوار مع حزب الله، في وقت ترتفع فيه أسهمه بترشيحه لرئاسة الحكومة، فيما ريفي لم يكن مرحَّباً به للمشاركة في الوفد الذي رافق رئيس الحكومة تمام سلام في زيارته الأخيرة للسعودية. فتور المملكة تجاه ريفي يشابه فتورها تجاه السنيورة. تباين أجنحتها ينعكس على المستقبل الذي يميّز بين فريقي ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان. المصادر رأت أن «القرصة» التي تلقاها المشنوق بيد ريفي «تحمل توقيع السنيورة الذي يوضع جانباً في كثير من الملفات الرئيسية التي تخص التيار». وفضل السنيورة ليس سابقاً على ريفي فحسب، بل على هيئة علماء المسلمين والجماعة الإسلامية، شريكتَي وزير العدل في انتفاضة الشريط في الشارع. وفي هذا الإطار، بدا لافتاً الاختراق الذي سجلته الهيئة في صمت المستقبل في صيدا باستدراجها مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان القريب من السنيورة، لعقد مؤتمر صحافي بهذا الخصوص في إفتاء صيدا، إلى جانب رئيس الهيئة الشيخ أحمد العمري، وتبنّى خلاله انتقاد المشنوق.

يوماً بعد يوم، يصبح ظاهراً للعيان انشطار المستقبل إلى جناحين: الحريري ــ المشنوق والسنيورة ــ ريفي. الجناحان برزا خلال الهجمة التي تعرض لها المشنوق إثر اقتحام المبنى «د» قبل شهرين وتحريك الشارع الإسلامي وصقور في المستقبل، من ريفي إلى النواب خالد ضاهر ومعين المرعبي ومحمد كبارة. حينها، التزم السنيورة الصمت حتى اضطر إلى إصدار موقف دفاعي عن وزير الداخلية بناءً على طلب من الحريري. هذه المرة، لم يكلف السنيورة نفسه عناء إصدار بيان باسمه الخاص. تبدو رسالة الشريط حلقة أولى من جناح السنيورة. لم يعد يكتفي بإصدار تصريحات تخالف سياسات تياره، بل صار يغرّد خارج السرب، وصيدا النموذج الأبرز.

منذ أسابيع، انقطع عن المداومة في مكتبه كعادته نهاية الأسبوع. أخيراً، تفقد «الزيرة» بمفرده من دون أن يبلغ مسبقاً زميلته النائبة بهية الحريري أو البلدية، اللتين كانتا ترسلان موفداً لمرافقته في جولاته في المدينة. الجفاء بين السنيورة وسيدة مجدليون خرج إلى العلن. لم تتوان عن إسقاطه من الدعوة إلى المشاركة في حفل تكريم سهيل بوجي في بيت الوسط الذي وصل إليه بعد ساعتين لترؤس اجتماع الكتلة. وكان لافتاً حضوره بمفرده الإفطار السنوي لجمعية المقاصد الإسلامية ليل الاثنين برعاية الرئيس تمام سلام، من دون حضور ممثل عن آل الحريري.