Site icon IMLebanon

“17 تشرين”… ثورةٌ لن تنطفئ

 

 

ستبقى ثورة “17 تشرين” 2019 مثل “ثورة الأرز” في 2005 وخروج رجال الاستقلال من قلعة راشيا في 1943 وإعلان دولة لبنان الكبير قبل مئة عام، علامة فارقة ومشرقة في تاريخ وطننا الذي لا يكف عن النضال لتثبيت الاستقلال وإقامة الدولة المكتملة الأركان.

 

لا المدح المبالغ فيه لنتائج الثورة التي اندلعت قبل عام واقعي او مفيد، ولا جلْد الذات والوقوف على الأطلال منصف في حق انتفاضة سلمية واجهت قمع السلطة والميليشيات، وتكالبت عليها المنظومة الحاكمة لتطفئ جذوتها وعيون شبابها.

 

مهما طاول الثورة من تشكيك وما تعرضت له من عثرات بفعل عنف سلطة أو ميليشيا، فإنها تبقى حاجة لكل لبناني يؤمن بلبنان الوطن والكيان ويعتبر المواطنية قيمة أعلى ينبغي تكريسها فوق الهويات والانتماءات كلّها. وإذ لا يُنكر ما حققته في كشف حال الافلاس الذي قادنا إليه تحالف الفساد والسلاح، او في فرض الاصلاح عنواناً إلزامياً على السلطتين التشريعية والتنفيذية، أو في فضح الناهبين أمام المانحين، فإنها تبقى مطالبة باستكمال رص صفوفها والانضواء تحت تشكيلات واضحة البرنامج والأهداف والخروج من “الطفولية الثورية” التي تحتكر المشروعية وتسقط في لعبة تعميم الاتهام، فيما يتوجب عليها مدّ اليد لكل المؤمنين بالعيش المشترك والديموقراطية والحريات وتداول السلطة ومقاومة الفساد ووحدانية السلاح الشرعي لأنهم حليف طبيعي للثورة.

 

لن تموت ثورة “17 تشرين” لأنها الأمل الوحيد المتبقي للشعب اللبناني، خصوصاً بعد فاجعة 4 آب التي أكّدت إجرام المنظومة وفقدانها آخر ذرّة مسؤولية وأخلاق. وما الوعي الذي زرعته الثورة إلا الشعلة التي ستنير الدرب نحو الخلاص مهما طال الوقت ومهما راوغ أهل السلطة وباعوا واشتروا على المستويات كلّها.

 

“نداء الوطن” التي تبنّت الثورة منذ يوم انطلاقها تعاهد اللبنانيين على متابعة هذا الالتزام ما دامت الثورة تلتزم مبادئ الاصلاح ومشروع قيام دولة القانون والحفاظ على السيادة والاستقلال. وهي تنشر اليوم ملحقاً يجمع آراء متنوعة تأمل ان يفيد في النقاش الجدي والحوار حول ثورة “17 تشرين” ومستقبل لبنان.