IMLebanon

ذراع الثورة في مواجهة ذراع محور الممانعة

 

حرقوا ذراع الثورة في ساحة الشهداء. قطعوا كابل تلفزيون الجديد لمنع بثه ملفات الفساد الذي يدّعون انهم يحاربونه. هوّلوا بالاقتصاد ولوحوا بأسعار جنونية لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. مهدوا لتخريب الأمن بأخبار مختلقة عن دواعش دخلوا المخيمات الفلسطينية… ماذا سيفعلون بعد؟

 

نعرف أن في جعبتهم الكثير من عدة الشغل لإفشال الثورة. لكنهم، حتى بعد أكثر من شهر على صحوة اللبنانيين ووعيهم ان السكوت عما كانوا يكابدونه لم يعد يجدي، لا يزال القابضون على السلطة يستخدمون أدوات قمعهم المعهودة، على رغم بوادر انتهاء صلاحياتها بفعل اهتراء آلية التهويل واللعب على الاوتار المذهبية الغرائزية ودس الطوابير المأجورة في صفوف المنتفضين عليهم.

 

نعرف ان “ذهنهم غليظ”. فقد تبين انهم لا يفكون أحرف منعهم من عقد جلسة لمجلس النواب، ويعجزون عن قراءة الشارع وما يفرز كل ثانية من وعي يتجاوزهم. لكن تبين أيضاً، انهم ما داموا يعتقلون السلطة، لا يكترثون ان استقلّ البلد عنهم وفرَزَهم وصنَّفهم وخرج عن سلطتهم.

 

لذا، فإن “ذهنهم الغليظ” لا يعني إحجامهم عن تخريب كل شيء تمهيداً لاستعادة كل شيء. لذا يتلكأون في تشكيل الحكومة عن سابق تصور وتصميم، لإيصال البلد الى الانهيار التام مع شل القطاع المصرفي، ومفاقمة الركود في غالبية القطاعات الاقتصادية، وصولاً الى انعدام وسائل الارتزاق، وخلق أزمات غذاء ودواء ووقود، ومن ثم تحميل حركة الشارع المسؤولية، بحيث ينفجر من داخله ويتحول الى صدام بين الثوار من جهة، والمناهضين للثورة ممن يعتدون على المتظاهرين ويطلقون النار جهاراً نهاراً عليهم، ويمنعون بوسطة السلام من الوصول الى حيث تشاء، ويشتبكون مع القوى الأمنية ليورطوا الشارع الاستقلالي الوطني في مواجهة أثبتت فشلها حتى يومنا هذا.

 

كما نعرف ان خطابهم خشبي، لا يملكون الا التحجج بالخوف على الثوار من الاملاءات أو المصالح الخارجية في اتخاذ القرارات، يتسلحون في اتهامهم بما يصرح به هذا المسؤول الاميركي أو ذاك. وكأنهم كانوا ينتظرون هذه التصريحات ليدعموا مساعيهم بغية المحافظة على التركيبة القائمة انطلاقاً من التسوية التي يحاولون استعادتها.

 

لكن خطورة الخطاب الخشبي تكمن باقترانه بموجة شائعات وتسريبات قائمة على اتهام الثوار بتنفيذ مشاريع القضاء على المقاومة التي تؤمن لجماعتها رواتبهم، وتضمن ولاءهم، سيصار الى استثماره بعد حلول الانهيار التام، فينزل أصحاب الولاء الى الشارع ويسيطرون عليه ويمننون الثوار بأنهم لم يبيدوهم كما حصل في العراق او إيران… وعودوا الى البيت.

 

ومقابل هذا السيناريو المرتقب من ذراع محور الممانعة المصادر للسيادة، يبقى ان القوة الكامنة في ذراع الثورة التي تتجدد كلما أحرقوها، ولا ينتظر من رفعها ونزل الى الشارع رواتب بالدولار، فعندما ينهار البلد بكل مرافقه، سترتد مفاعيل ما خططوا له عليهم قبل ان ترتد على غالبية الشعب الذي كان يعاني مفاعيل الانهيار، لذا كانت الثورة التي وضعت العربة في مكانها الصحيح خلف الحصان.