IMLebanon

إلحقوا حالكم…  

 

 

٤٥ يوماً على الثورة السلمية لهذا الشعب العظيم والتي جاءت نتيجة الجوع والفقر وعدم توافر فرص العمل وفساد الإدارة وعدم وجود الكهرباء طوال ٣٠ سنة ولا الماء، ولا معالجة النفايات، واليوم مشكلة البنزين… وكأنّ المواطن لا يكفيه ما ذكرناه بل بات عليه أن يقف ساعات وساعات أمام محطات البنزين ليحظى بصفيحة بنزين.

 

أمام هذا المشهد الذي جمع لبنان ولم يترك قرية صغيرة من بيروت الى طرابلس، ومن طرابلس الى صيدا، ومن صيدا الى صور، ومن صور الى كفررمان والنبطية ومنهما الى بعلبك، ومنها الى جبيل وجونيه والبترون، ومنها الى البقاع وزحلة وعكار والجبل والإقليم خصوصاً.

 

ومن أسف شديد أنّ أهل الحكم في سبات عميق لا يزالون يفكرون بتشكيل حكومة محاصصة.

 

والأنكى أنّ أكثر شخص مرفوض شعبياً والذي اضطر أن يعتذر من والدته أمام كاميرات التلفزيون يظن أنه لا يزال يشكل، هو، الحكومة.

 

يا جماعة، يا أهل الخير الدنيا صارت في مكان آخر، يمكن اليوم، تشكيل حكومة مختلطة بين السياسيين والاختصاصيين بمَن فيهم ممثلو «الحراك»، ولكن أغلب الظن أنه مع الوقت سيأتي يوم لن يعود أي منكم مقبولاً.

 

بهذه المناسبة لا بد أن نتوقف عند الاجتماع الذي حصل أمس في قصر بعبدا مع شكرنا لمبادرة فخامة الرئيس، ويجب أن نلفت نظره الى أنه بعد «الطائف» ليس كما كان قبله، هذا الاجتماع كان من المفترض أن يكون في إطار حكومي، ويستطيع أن يطلب من رئيس الحكومة عقد جلسة، وإن مستقيلة تحت مبدأ تصريف الأعمال.

 

وأثارني الإعلام المقاوم الغبي الذي أخذ يحرّض على حاكم مصرف لبنان لأنه سدّد ديون الدولة، التي هي دولتنا، دولة كل مواطن، هذا الجاهل يعرف، طبعاً، ماذا يحصل لو تخلفت الدولة عن دفع استحقاقات الديون الخارجية، ويبدو أنه لا يعرف كونه جاهلاً، فبدلاً من أن نشكر الحاكم على هذه المبادرة القيّمة، على شعوره بالمسؤولية وتحملها، أخذ يتفلسف ويقول: لماذا لا تدفعون أموال المودعين؟

 

ونجيب فنقول: إنّ أموال المودعين محفوظة، وأصحاب النظريات الشيوعية واليسارية فليحتفظوا بها لأنفسهم لأننا عرفنا ما آلت إليه أحوال الدول التي اتبعت مثل تلك الأنظمة.

 

عوني الكعكي