كل الأسف على الضحايا الذين سقطوا جراء حوادث السير التي نجمت عن قطع الطرقات، ولا يجوز بعد اليوم السماح بهكذا تصرفات لأنها أصبحت تشكل خطراً على حياة المواطنين وتعيق أعمالهم وحركتهم وتشل الحركة الاقتصادية، من دون أي نتيجة سياسية أو مطلبية تذكر لأن تأثيرها معدوم على المتهمين بالفساد والسرقة والهدر وتدمير الدولة وإفقار الناس ونهبهم، والقضاء على الاقتصاد والكثير من القطاعات.
ولكن الأبشع في موضوع قطع الطرقات هو أن المشكو منهم لجهة خراب البلد والانهيار الكبير، يستغلون مسألة قطع الطرقات وما تسببت به من ضحايا في شكل بشع جداً، فلا يتورّعون عن ذرف دموع التماسيح على الضحايا وعلى معاناة الناس على الطرقات، متناسين أن كل ما جرى ويجري هو بسبب سياساتهم في الحكم منذ عشرات السنوات وحتى اليوم، هذه السياسات التي تسببت بكل ما يشكو منه المواطنون اليوم وجعلت من حياتهم جحيماً لا ينتهي، وتسببت بواحدة من أكبر كوارث العصر، وهي انفجار مرفأ بيروت الذي قتل المئات وجرح الآلاف وهجر عشرات الآلاف، ودمّر مؤسسات ومنازل وترك واحدة من أجمل العواصم في حالة حزن الكآبة.
نعم هناك مواطنون قطعوا طرقات ووصفهم البعض بقطاع الطرق، ولكن هذا البعض يجب ألا ينسى او يتناسى أن من دفع الناس للنزول إلى الشارع وقطع الطرقات هو ممارسات قطّاع الأرزاق والأعناق، وهؤلاء ما من قوة حتى اليوم استطاعت أن تزيلهم من درب تقدم الوطن وتطوره وبناء الدولة وسيادة القانون وازدهار الاقتصاد واحتفاظ لبنان بشبابه وقدراتهم.
هؤلاء يواصلون سد شرايين الحياة في كل الوطن ولا يبدو أنهم يشعرون بأن الخناق يضيق أكثر فأكثر على رقاب المواطنين، وكأنهم يستمتعون برؤية عذاب الناس كي يبقى لهم ما يستغلونه في حروبهم العبثية بين بعضهم البعض.