Site icon IMLebanon

لا ثورة ولا من يثورون (2)  

 

للمرّة المئة نقول نحن نحتاج إلى ثورة حقيقيّة، تخلع كلّ الملتصقين بكراسيهم تعزلهم باسم الشعب من مناصبهم وتبقيهم في منازلهم قيد الإقامة الجبريّة، ونحتاج في نفس اللحظة إلى تشكيل هيئة إنقاذ مدني ـ وكلّ هذا بعيداً عن الطوائف ومكاسبها ـ وفي إطار خطوة إنتقالية إلى مشروع الدّولة الوطنيّة، على أن تضم هيئة الإنقاذ هذه أخصائيين يعلنون حالة طوارىء من أعلى الدرجات يتوجّهون إلى المجتمعيْن العربي والدّولي طالبين مساعدة لبنان في تأمين كلّ ما يحتاجه الشعب اللبناني.

 

مجدداً تؤكّد الأيام الأربعة الماضية أنّ ما نشاهده فوضى شوارع متهافتة، لم يعد يجدي استئناف ثورة نشاط اندلاعها ولا العودة إلى الشّوارع والسّاحات من جديد، نشكّ في ذلك، هل بإمكان هذه المنظومة السياسيّة الوقحة أن تنقذ لبنان وشعبه؟ لم يعد الحلّ في تنحّي هذه السلطة أبداً، الحل في ضغط شعبي لبناني واسع إذ لم يعد أمام اللبنانيين سوى هذا الخيار الأخير لتحريك الأفق وفتح طاقة ضوء علّها تنقذهم وتنقذ البلاد، إن كان لا يزال الإنقاذ ممكناً.

 

بالكاد أمام اللبنانيّين فرصة أخيرة ليغضبوا لحقّهم وكرامتهم وأن يرفضوا الذل، لم يعد المواطن اللبناني يملك ترف استنزاف الوقت في حشد التظاهرات اليوميّة وحشد الشوارع أو إحراق الإطارات وقطع الطرقات غضباً. نحن ذاهبون باتجاه نهاية لبنان الكبير إن لم نكن دخلنا في نفقها، ولم يعد مقبولاً أبداً تضييع الوقت على هذه الشاكلة، نحن أمام مسؤولين يتجاهلون الواقع اللبناني المرير ويضيّعون وقت اللبنانيّين ويكذبون عليهم، نحن أمام حكومة ووزراء يدّعون أنهم يفعلون ما لا يفعل للبنانيين، حكومة العجز هذه لا تستحقّ أن تبقى دقيقة واحدة في الحكم!

 

لم يعد بإمكان لبنان أن يتحمّل عبء الارتماء نهائياً في الحضن الإيراني ومحور الممانعة، الذي لا تزال إيران تحاول جرّ النّصف اللبناني الرّافض لأجنداتها ومخططاتها للبنان والمنطقة، وهذا النصف يقاوم بالكلمة السياسية المسالمة الرغبة الإيرانية العارمة في فرض نظامها على لبنان حتى لو أدّى الأمر إلى زواله!

 

باختصارٍ شديد وذهاباً إلى الهدف مباشرة لن يرتدع حزب الله عمّا يقوم به، فالحزب الّذي أرسل آلاف الشباب الشيعة اللبنانيّين ليموتوا وتراق دماؤهم دفاعاً عن نظام بائس قاتلٍ مجرم، والحزب الّذي ضحّى بهذه الأرواح والأعمار لن يجد حرجاً في أخذ لبنان إلى خرابٍ عميم من أجل استمرار مشروع إيران في لبنان!

 

يحتاج لبنان جدّياً ـ إن استطاع الحصول على مطلب «الحياد» ـ الذّهاب وتحت رعاية دولية إلى انتخابات بقانون حقيقي غير مفصّل على قياس السّاسة أنفسهم ينزله عن صليب «الثنائية الشيعيّة» التي فرضت نفسها عليه بقهر السلاح حتى صادرت الرئاسات الثلاث وعنوة.. نسأل الله أن يلطف بنا وبوطننا الذاهب إلى مجهولٍ قاتم السّواد بعدما أنهكته الاحتلالات المتوالية انتهاء بالاحتلال الإيراني الذي أريد لنا دائماً أن نصدّق أنّه «صديق» للبنان و«للعرب» أيضاً!!