Site icon IMLebanon

حماقة متبادلة

 

“تصنعون من الحمقى قادة وتسألون من أين أتى الخراب؟”

ونستون تشرشل

 

صانعو القادة الحمقى هم شعوب لا تقل عنهم حماقة. شعوب يسحرها المجانين، يبهرها الكلام الخطابي، جاهلة لتاريخها البعيد والقريب، باعت المنطق والعقل والحكمة على سعر صرف بخس واشترت ميكروفوناً لتسمع ما يُطرب مشاعرها ويطلق غرائزها ويحمّي عضلاتها.

 

كل قائد يعتقد واهماً، أنه والشعب في خندق واحد وهدفهما واحد ومعركتهما واحدة: مرة لاستعادة الحقوق. مرة لاستعادة الأرض. مرة لاستعادة المال المنهوب. مرة لاستعادة الكازينو. مرة لاستعادة مواقع. إنها معركة واحدة، ومنها تتفرّع حروب صغيرة.

 

كل معارض للقائد يخوض والشعب معركة إسقاط القائد… والنظام.

 

وكل ثائر في الميدان يعتبر أن الشعب كله ثائر على الطبقة الحاكمة، فيما القاعد أمام الشاشة الصغيرة “منهنهاً” أمام “حياة” (نادين نجيم) والساكت على “تحلّل” راتبه، وغير المبالي بالحملة على رياض سلامة، مش شعب.

 

هل يمثّل “العهد” كل الشعب عندما يقول أنا والشعب سنتابع التدقيق الجنائي؟

 

هل يمثّل “حزبُ الله” وجدان الشعب؟

 

هل تمثّل “الحركة” حراك الشعب؟

 

هل تمثّل “القوات” ضمير الشعب؟

 

هل يمثّل “الحزب الإشتراكي” الشراكة العضوية مع الشعب؟

 

هل تمثل “الحركات” الجديدة من “خط أحمر” إلى “لحقي” إلى هات إيدك والحقني أمنيات الشعب؟

 

وهل يمثّل “المستقبل إرادة الشعب؟

 

وهل شعب “البطريرك” هو نفسه “شعب “السيد”، وشعب المقاومة هو نفسه شعب لبنان العظيم؟

 

وهل الشعب الذي انتخب فؤاد بطرس هو نفسه الذي انتخب ميشال ساسين في الأشرفية؟

 

وهل “حركة الشعب” لمؤسسها “حبيب الشعب” نجاح واكيم مكلفة النطق باسم الشعب اللبناني الكادح أو تشمل برعايتها وعطفها البرجوازية اللبنانية؟

 

وما علاقة شعب أبي القاسم الشابي بإرادة الحياة عندنا؟

 

ستغيب الصحف لثلاثة أيام لمناسبة الجمعة العظيمة وعيد الفصح لدى الطوائف الشرقية، وفي ثلاثة أيام سيرفع الشعب اللبناني الأرثوذكسي الدعاء لقيامة لبنان وإزاحة تلك الصخرة عن صدره. وقبل شهر رفع الشعب الماروني الدعاء أيضاً لإزاحة الصخرة. وأراهن أن كلاً من الشعبين في باله صخرة محدّدة من لحم ودم أو بالأحرى بلا دم. وأحياناً يحصل تلاق في توصيف الصخرة.

 

في ثلاثة أيام، سأنصرف إلى الزراعة، وأول فكرة سأزرعها هي أن الشعب وقادته واحد: جسم برأسين. أو رأس بجسمين. أو شعبان برأسين وشعب… المسألة تحتاج إلى مزيد من التفكير. الفارق أن معظم الشعب، منهنه، كما تقول حياة وعنده مشكلة بالحصول على زيت القلي، ومعظم الماسكين بمقاليد الحكم والمعارضة في وضع مريح نسبياً إذ انهم يتبعون حِميات خاصة، وكل اطباقهم تعدّ على البخار.