Site icon IMLebanon

عودة «الثنائي» بعيون «الثوار»: طلقة في الهواء!

 

تبدو مجموعات «الثورة» غير معنية على الاطلاق بالخرق السياسي الذي تحقق عبر عودة ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» الى الحكومة بعد نيف وثلاثة أشهر من المقاطعة تحت عنوان تعليق المشاركة على خلفية الاعتراض على أداء المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار.

 

بالنسبة إليها الأمر سيّان ما إذا عاد «الثنائي الشيعي» الى الحكومة أم لا، فالبلاد في حالة انهيار شامل تسبب بها هذا الثنائي مع غيره من أركان المنظومة السياسية ولم تأت مقاطعة الحكومة سوى لتزيد الطين بلّة وتعمق المأساة في البلاد التي كانت تحتاج الى حضور حكومي بعد أشهر طويلة من فراغ قاتل.

 

هذه القراءة تُجمع عليها مجموعات «الثورة» أو الانتفاضة أو الحراك تجاه «تمثيلية» أركان السلطة التي تتناتش في ما بينها قبل أشهر قليلة من استحقاق الانتخابات النيابية.

 

الأكيد ان اولوية تلك المجموعات والشخصيات هي للاستمرار بالضغط على السلطة عبر الخطاب الاعلامي كما عبر الشارع احيانا، ناهيك عن التحضير للانتخابات النيابية مع صياغة تحالفات واسعة ومحاولة تقريب وجهات النظر قدر الامكان وصولا الى صياغة جبهات موحدة في وجه السلطة.

 

لكن بعيدا عن بعض التباينات حيال طبيعة تلك المواجهة وردود الفعل الحراكية القاصرة عن مواجهة السلطة، وفي قراءة لما حصل يقدمها القيادي في «ثوار بيروت» التي تنتمي الى الجبهة الأكبر «نداء 13 نيسان» مروان الأيوبي، فإن تلك العودة اذا كانت محاولة تبييض لصفحة فإنها لن تنفع هذا الثنائي وكل المنظومة في ذلك، والامر لا يتعلق فقط بعودة الى الحكومة بل يأتي في إطار التجاذب بين أركان السلطة ودفع الفساد عنها وكل منها يحاول ان يتقاذف التهمة مع الآخرين وتحميل الآخر مسؤولية الفشل الذي حلّ في البلاد.

 

مسرحية لإعادة استغباء الشارع

 

فما حصل هو جزء من هذه المسرحية لإعادة استغباء الشارع والضحك عليه وسط الأزمة الاقتصادية التي استفحلت، ويعلق: لقد وصل الدولار الى 33 الف ليرة لبنانية تقريبا ولم يحرك هؤلاء ساكنا ولم نسمع اي خطاب لمسؤول بمن فيهم (الامين العام لـ«حزب الله» السيد) نصر الله الذي لم يتعرض لهذه الأزمة بل تناول في خطابه الأخير موضوع السعودية ولم يقدم الثنائي أي مبادرة تتعلق بالأزمة الحالية أو بمصالح الناس.

 

وبذلك فإن «الخروج في هذه اللحظة ليقولوا لنا إنهم يستشعرون بهذه الأزمة وهم من تسبب بالأزمة هو أمر أسخف ببساطة من الرد عليه في شكل جدّي، وهذا الخطاب غير موجه لأحد بل هو طلقة في الهواء كونه لا يؤسس لخطاب موجه الى الجمهور الذي ينتظر المسؤولين لإخراجه من كارثته».

 

لا سبب واضحا لأسباب تلك العودة لدى المجموعات، هل العودة عواملها محلية بحتة او متعلقة بالاقليم وبالمباحثات المتعلقة به ومنه مثلا ما بين السعودية وايران من مباحثات، «لكن الثنائي قدم حجة ضعيفة ازاء ما نعانيه منذ ثورة 17 تشرين الى اليوم من انهيار كامل على مستوى مؤسسات الدولة وانهيار كامل على مستوى الاقتصاد».

 

لكن الاسئلة تُطرح حول ما اذا كان اركان السلطة عبر تأييدهم عقد الجلسات الحكومية سيفيدون من ذلك قبل اشهر من الانتخابات، وهو ما يرد عليه الأيوبي بأن هذه السلطة ستبث شيئا من الايجابية الفارغة «بعد ان كانت السلطة اطلقت الوعود الكبيرة منذ السنة الماضية، وما حدث عبارة عن طعم يقدم الى الناس. فماذا عن الكهرباء؟ وماذا عن البطاقة التمويلية التي قد يعود الحديث عنها؟».

 

ويشير الى ان اركان المنظومة سيستعيدون الخطاب المذهبي مع استخدام المظلومية السياسية عند كل القوى سياسيا ودينيا لاستقطاب الشرائح الشعبية، «وكلٌّ سيقوم بشد عصب جمهوره كما هو الحال مع سعد الحريري وجبران باسيل ناهيك عن الثنائي الذي يحتفظ بمظلومية تاريخية».

 

لإعادة الإشتباك السياسي مع السلطة

 

أما مجموعات «الثورة» فتكرس اهتماما اكثر بموضوع الانتخابات، ولكن هذا الاستحقاق ليس سوى محطة على طريق النضال كما يؤكد هؤلاء، ويُقر الأيوبي بأن المجموعات لا تملك القدرة على تحصيل حجم تغييري كبير جدا، لكنها مضطرة ان تخوض الانتخابات وهي تركز على عملية تأليف اللوائح الموحَدة والائتلافات رغم ان الانتخابات هي محطة وليست نهاية المطاف. «على أن المهمة الوطنية توجب علينا اعادة الاشتباك السياسي مع السلطة على قاعدة تحميلها مسؤولية هذه الازمة وانهيار مؤسسات الدولة التي نفقدها اليوم من ادارات ومؤسسات العامة لا تعمل ولا يحضر الموظفون فيها وهذا لا يمكنه ان يكمل على هذا النحو».

 

في كل الاحوال يبدو الاتجاه لدى المجموعات كافة بعدم الاكتراث لما يعتبره البعض انجازا في عودة الثنائي الى الحكومة، وهو لا يعدو كونه «ثنائيا مذهبيا» يشكل تفصيلاً كون أركان المنظومة هم ادوات وبيادق لدى القوى الخارجية الكبرى التي تتنازع على منطقة لا يشكل لبنان سوى تفصيلا صغيرا فيها.