هذه الثورة المجيدة التي حققت في أيام معدودة ما لم يستطع تحقيقه خلال 68 عاماً معظم الطاقم السياسي الذي حكم لبنان وأوصلوه الى 86 مليار دولار ديناً. وهذا يدل على أنهم كانوا فاشلين جداً.
ما تحقق على صعيد الوحدة الوطنية وإلغاء الطائفية السياسية كان حلماً لكل لبناني. قد وصلنا اليه والحمد لله.
ولدينا بعض الملاحظات نطرحها بصراحة:
أولاً: نتمنى ونحرص على ان تبقى هذه الثورة سلمية 100٪ فلا نريد ان يصيبنا ما أصاب ايران واليمن وسوريا والعراق. لأن العنف يولد العنف واذا دخلنا في دوامة العنف وحمامات الدم ينتهي لبنان ولا أحد يستطيع ان يحرك ساكناً.
ثانياً: رفع شعار »كلن كلن« نريد ان نصحح المسيرة فنقول: كل الذين يثبت بالقانون أنهم مرتكبون، فليحاسب كل من ارتكب. ولتكن المحاسبة علنية ولترفع الحصانات كلها.
ثالثا: يبث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الكذب والتركيبات والتلفيقات من دون أي حد أدنى من الصدقية… ولكن المواطن العادي يخدع فيصدق، خصوصاً الفقراء والمعوزين الذين يشاهدون الزعماء يتنقلون في مواكب السيارات الفخمة ويقيمون في القصور المنيفة، ويشترون اليخوت الفارهة.
رابعاً: الثوار يطالبون بإسقاط الحكومة. وهذا مطلب حق. سقطت الحكومة بعد تقديم الرئيس سعد الحريري استقالته بعد ثلاثة أيام على بدء الثورة، وتوجه برسالة الى الثوار يشكرهم على ما حققوه خلال الأيام الثلاثة وما لم يحققه الحكم خلال ثلاث سنوات.
خامساً: نواجه اليوم موضوع الاستشارات. وفي وقت يطالبون رئيس الجمهورية بإجراء الاستشارات يرفضون الأسماء التي تطرح.
والسؤال: أين برنامج عمل الثوار؟
سادساً: ماذا يحصل لو انتظرنا الاستشارات النيابية ليتكلم الشخص الذي يرشحه النواب الكرام، وبعدها يعمل الرئيس المكلف على تشكيل الحكومة، فنرى عندئذ ماذا يريد الثوار.
سابعاً: يحب وضع خطة للتغيير على مراحل.. اولى وثانية فثالثة… وليبدأ البرنامج أولاً بالاستشارات ثم الثانية يبدأ المرشح الذي ينال أكبر عدد من الأصوات بعملية التأليف.
فليقولوا منذ اليوم ما هو البرنامج الذي يطالبون الحكومة بتنفيذه. ثم المرحلة الثالثة تدشن الحكومة عملها بقانون الانتخابات بعدما تكون قد أعطيت الصلاحيات الاستثنائية لاصدار المراسيم الاشتراعية.
ثامناً: نعرف ان نسبة البطالة عالية في لبنان. والحكومة ليس في مقدورها ايجاد فرص العمل لـ40 الف متخرج… والعاطل من العمل.
تاسعاً: كما قال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ان الجيش وقوى الأمن يجب ان يكونوا حرصاء على الثوار، ولكن على الثوار أيضاً المحافظة على دور ومهابة القوى العسكرية والأمنية. فهؤلاء أهل الثوار وأبناؤهم واخوانهم، وهم يقومون بحماية الثوار المتظاهرين..
يبقى ان المضحك المبكي هو ان المعارضين السنة الذين وصلوا الى النيابة بالتحالف مع حزب الله في بيروت، وأحدهم لديه امكانيات مالية كبيرة جراء تجارته بالسلاح.. تبين انه هو وراء توجه تظاهرة معارضة الى بيت الوسط. علماً ان هناك غير تظاهرة مؤيدة للرئيس الحريري كانت قد توجهت أيضاً الى بيت الوسط.