هل يطلب اللبنانيون الكثير، اذا طالبوا الحكومة، التي تعتّز وتؤكد انها حكومة مستقلة سيدة، ان تقول ان «الامر لي» وان تنفذ هذا القول على الارض، حتى يشعر المواطنون ان هناك حكومة حقيقية، وليس حكومة ظلّ تنتظر «التمنيات والرغبات» من طائفة او مذهب او حزب او تيار، او من دولة «صديقة» او دولة «شقيقة»، لتبني على هذه «التمنيات والرغبات» مقتضاه.
يخطئ من يظن ان الناس يريدون الفشل لحكومة حسّان دياب.
الناس تعبوا من الفقر والجوع والمرض والتهميش والفساد وجمود الاوضاع الاقتصادية والوقوف امام ابواب المصارف، والخوف على جنى عمرهم، وجاءهم اخيراً فيروس الكورونا ليحرق اعصابهم خوفاً على انفسهم وعلى اولادهم واحفادهم واقاربهم واصدقائهم، وتحول لبنان كله الى عصفورية كبيرة، خصوصاً بعدما لمس اللبنانيون على الارض ارباك المسؤولين الذين قصروا في فرض الحجر الصحي الضروري للوافدين، وفي اللجوء سريعاً الى وقف الرحلات في الجو والبر والبحر، واعلان حالة طوارئ صحية وتربوية، ولذلك يمكن القول بأن الحكومة لم تكن على مستوى المسؤولية المطلوبة في مثل هذه الظروف، بمثل انها لم تكن على قدر المسؤولية باعلام المواطنين بالارقام الحقيقية للودائع والتحويلات الى الخارج، وبتطبيق قانون الحق بالوصول الى المعلومات، تاركة الناس بين «هبّة سخنة» من هنا، و«هبّة باردة من هناك»، دون تطمينهم بان ودائعهم محفوظة.
سألت احد اصدقائي الخبير في شؤون الاقتصاد والمال عما اذا كانت المصارف الدولية طلبت او سوف تطلب فرض ضرائب جديدة، فاكد لي اننا لسنا بحاجة الى فرض ضرائب جديدة، يكفي الحكومة ان توقف الهدر، وتنظم الجباية دون ان تتساهل مع احد، وتضبط المعابر البرية والبحرية والجوية، قبل ان تنصرف لاحقاً الى معالجة استرداد الاموال المنهوبة، المهم ان تثق الحكومة بنفسها ليثق بها الناس قبل ان يفلت زمام الامن من ايديها عندما تتحول التظاهرات الى «ثورة جياع» على ما صرح به رئيس مجلس النواب نبيه بري.
تتداول وسائل الاعلام على انواعها، ان هناك توتراً في العلاقات بين بري والرئيس ميشال عون، على خلفية استبعاد بري من حضور مناسبة اطلاق عملية الحفر لاستكشاف الغاز، كما يتم التداول ايضاً، ان اشتراك جماهير كبيرة من الشيعة في تظاهرات انتفاضة 17 تشرين الاول، لم يعد مستبعداً وفق مصادر شيعية.
لتحذر الدولة، هناك آتون يغلي.