IMLebanon

غداً… رسالة الشعب الى “المنظومة” والرئاسات

 

إنتهت فترة السماح. وستكون السلطة، منظومة فاسدة، وحكومة فاشلة، ورئاسات صمّاء، على موعد مع الشعب غداً.

 

لا ينفع الكلام التهديدي عن الاستقرار واهتزاز الأمن. هذه حجج تضحكون بها على السذَّج المساكين، أو تتذرّعون بها لممارسة القمع المشين، وطلائعه ظهرت قبل أسبوع على يد ميليشيا ترتدي اللباس العسكري.

 

لا تتجدّد الثورة حباً بالشارع أو بحرق الدواليب، بل لأن مطالبها لم يتحقق منها شيء حتى الآن. فالحكومة التي أرادتها مستقلة وتكنوقراطية أتت تابعة ومصابة بعيب خَلقي، والانتخابات المبكرة التي صدحت بها استعصت لمنع تجديد الحياة السياسية بآليات سلمية. أما تدهور الوضع المالي والاقتصادي فيعاني السقوط الحر لأن عصابة المستفيدين لا تزال متحكّمة بكل مفاصل التأثير.

 

لا ضرورة لسرد كل ما يتسبّب بإفقار اللبنانيين. فعجز حكومة دياب عن أي اصلاح دليل ساطع على قدرة المنظومة السياسية – المالية الفاسدة العابرة للطوائف والأحزاب، على تفعيل دفاعاتها داخل الحكومة وخارجها. فلا التشكيلات القضائية وصلت الى برّ الأمان، ولا رأينا فاسداً وراء القضبان، ولا توقفت المحاصصة في التعيينات، ولا جرى اقفال معابر الاستباحة رغم الوعود والمناشدات.

 

تريد السلطة وضع الجيش وقوى حفظ النظام في وجه المتظاهرين. ويتّهم حسان دياب الثائرين سلفاً بأنهم سيستفزون الأجهزة الأمنية، ويورد قائمة شروط يرغب بتوافرها في المحتجين. هذه لعبة قديمة، و”خيِّط بغير هالمسلّة” يا دولة الرئيس، سئمنا ببّغائيات مستهلكة، والثورة ستواجه قَدَرَ عملية التغيير.

 

أسوأ ما يمكن ان يفعله حسان دياب وكل الرئاسات ألا يستخلصوا النتائج، فيحسبون “سبت الثورة” بالأعداد وبالقدرة على قمع التجمّعات أو فتح الطرقات أو زجّ الثوار في الشاحنات، ونقلهم الى مراكز التحقيق والثكنات، أو يراهنون على اختلاف توجّهات المجموعات وتنوّع مطالب الثائرين بين حكومة ذات صلاحيات استثنائية، وبين أولوية انتخابات مبكرة، أو نزع سلاح “حزب الله”. فما يجب ان تفهمه السلطة هو أن المضمون واحد، وهو كسر حلقة الأزمة المقفلة والضغط للتغيير نحو “دولة قانون” تحل محل مزرعة المافيات، ورجال دولة محل أشباه الرجال، واستقلاليين مستقلين بدل التُّبَّع وأصحاب الولاءات.

 

ستقول الثورة السبت، مهما كان العدد وتنوعت الشعارات: أخذتَ فرصتك يا حسان دياب. وكلُّ يوم تجلس فيه في السراي من غير إنجاز فعلي (لا يشبه حتماً الـ 97% الشهيرة)، هو اعتداء موصوف على كرامة المواطنين وأموالهم وحقهم في مجلس وزراء إنقاذ.

 

وللرئيس نبيه بري: كفى تمسكاً برئاسة مجالس كانت شريكاً لحكومات الفساد ومشرِّعاً للإفلاس. ولستَ ممن يجهلون ان استخدام القوة الرسمية والحزبية والحؤول دون انتخابات مبكرة، لن يمنعا الثورة من التمدد الى عقل وقلب كل بيت في لبنان.

 

أما لرئيس الجمهورية فالكلمة هي: عهدُك هرمَ قبل الأوان، وسقط من عيون الناس وفي الشارع بعدما اقترع ثوار “17 تشرين” ضد رموزه بالأقدام. التشبُّثُ بأوهام القوة عقيم، والتوريثُ أضغاث أحلام. أنقِذ ما تبقى من ماء وجه العهد بما يغفر بعض سوءاته ويجمِّل بعض ذكراه.