تعود الانتفاضة الى ساحة الشهداء يوم السبت المقبل، في إطار مطالب معيشية واقتصادية. الدعوة ليست من تنظيم مجموعات الانتفاضة، إلا أنها قررت تلبيتها، «لحماية التحرك من المتسلقين»، بعدما تبيّن أن بين المنظمين حزبي الكتائب وسبعة
يستعدّ بعض المجموعات «المدنية» للعودة إلى الشارع. التحرك يوم السبت المقبل ليس بالمفرّق أمام وزارة أو منزل نائب، بل في ساحة الشهداء كما اعتادوا في البداية. المفارقة هنا أن دعوة النزول الى الساحة بقيت لنحو أسبوعين من دون راع رسمي لها، ولكنها مذيلة بتوقيع «ثورة» من دون أي اسم آخر. غير أن مصادر بعض المجموعات تأكدت أخيراً من أن الدعوة يقف وراءها حزبا الكتائب و«سبعة»، بالتنسيق مع مجموعة «أنا خط أحمر». وسرعان ما بدأت قناة «أم تي في» باستضافة ناشطين في الحزبين والمجموعة بهدف الحشد شعبياً لاعتصام يوم السبت المقبل، علماً بأن أحد الشعارات المطروحة بقوة في هذا الاعتصام هو الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، المطلب الذي ينادي به الكتائب دائماً، ولم تعد تحمله أي مجموعة بارزة ناشطة ميدانياً، إذ يقول هؤلاء إن «الوقت اليوم غير مناسب لانتخابات مبكرة، ولا سيما أن العمل جار على تنظيم حركة سياسية شاملة لخوض الانتخابات بصفوف مرصوصة». لكن اللافت أن النائب شامل روكز هو أيضاً أحد الداعين ضمنياً إلى هذا التحرك عبر مجموعة من العسكريين المتقاعدين. فقد بدأ روكز بعقد اجتماعات مكثفة مع العسكريين بغرض خلق منصة سياسية يخوض بها تجربة «ثورية». لاحقاً، أصدر تكتل «مجموعات ثورية» بياناً غمز فيه من قناة روكز والعميد المتقاعد جورج نادر والعسكريين المتقاعدين. فأكد أنه «يقظ وعلى يقين أن من تشوب تاريخه شائبة لا فرصة له عندنا، كيف بالحري أن نقبل تسلطه وتسلقه وإسقاطه بيننا لإسكات هدفنا الثوري». وأهاب البيان «بمن تسوّل له نفسه من ثوار 17 تشرين الرضوخ لهذا أو ذاك من الشخصيات السياسية (التي) غايتها إما البقاء في السلطة لأجل البقاء في حين نريد البناء، وإما يريد السلطة لغاية في نفس يعقوب، قد تكون المنصب للنصب والشعب بكرا بينسى». ورفض التكتل «قبول أو حتى مسايرة أو مجالسة أي لبناني شغل منصباً قبل انتخابات نيابية عادلة تعكس حكم اللبنانيين وفق مبدأ «كلن يعني كلن» الى المحاسبة».
أصدر تكتل «مجموعات ثورية» بياناً رافضاً للتنسيق مع النائب شامل روكز
هكذا، اضطر بعض مجموعات الانتفاضة الى إعلان مشاركته في اعتصام 6 حزيران المقبل، لسبب وحيد، وهو «المسؤولية التي رتبتها الدعوة غير الموقّعة على المجموعات بعد حشد حزبي الكتائب وسبعة ومجموعة خط أحمر وانضمام العسكريين المتقاعدين إليها عبر ناشطين مدنيين». فالمواطنون، على ما يقول بعض المجموعات، لا يعرفون هوية المنظّم، لكنهم سيشاركون في التحرك على اعتبار أنه يمثل الانتفاضة لا هذه التجمعات ذات الأجندة الواضحة. إذاً، «لا يمكن ترك الشارع للمتسلقين حتى يقودوه بحسب أجنداتهم التي أدخلوها بذكاء الى الشعارات. ثمة من يقول أن مساعي «ركوب موجة الثورة» لن يدوم طويلاً، ولا سيما بعد تشكيل حركات سياسية واسعة وأفرادها معروفون، إذ يفترض أن تتبلور طبيعة التنظيمات السياسية التي تعمل عليها المجموعات في ما بينها خلال شهر أو اثنين.
على مقلب آخر، عادت الأمور الى طبيعتها في محيط القصر الجمهوري ومجلس النواب بعد نهار صاخب يوم أول من أمس، إذ نظّم بعض الناشطين مسيرة بالسيارات على طريق بعبدا، وتمكنوا من اختراق الحاجز الأمامي للقصر. فحصل تصادم مع عناصر الجيش ومكافحة الشعب الذين حضروا الى المكان بعد نحو ساعة، وعمدوا الى ضرب الناشطين بالبنادق والعصيّ وتكسير بعض سياراتهم واحتجاز أخرى. كما تم توقيف شاب يدعى حسين كنج. على الأثر، تداعت المجموعات الى ساحة الشهداء للاعتصام اعتراضاً على توقيف كنج، سرعان ما انضمت اليهم «المنتديات» المؤلفة من شباب يناصرون شقيق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بهاء الحريري. فالتفّ هؤلاء لناحية مجلس النواب، ونجحوا في تجاوز البوابة المؤدية الى شارع المصارف، حيث اشتبكوا مع أحد عناصر حرس المجلس، قبل أن يسانده رفيقه ويطلق الرصاص في الهواء. قبيل ذلك، توجه بعض الناشطين الى محيط منزل وزيرة الدفاع زينة عكر، احتجاجاً على توقيف كنج.