Site icon IMLebanon

السّبت المَسْبوت  

 

بدءاً من الأمس بدأ تحضير اللبنانيّين وتمهيد الأرضيّة لهم إلى أنّ حدثاً كبيراً يجري الاستعداد له على الأرض والتحضير لأمر عظيم، الحديث أقرب إلى الإعلان عن استئناف الثّورة نشاط اندلاعها والعودة إلى الشّوارع والسّاحات من جديد وبالرّغم من كورونا، وإن أسعف الحظّ هذه الدّولة الكئيبة المنحوسة سينشط وباء كورونا من جديد ويعود النّاس كـ»الدّجاج إلى القنّ»، وضع البلد لا يحتمل اختلاس وقتاً مستقطعاً بين حَجْريْن لاندلاع ثورة، على الأقلّ بتّ أصدّق أنّ الحلّ ليس بالتظاهرات الحاشدة في الشّارع، وإن كان كذلك فهي ستكون بعيدة كلّ البعد عن مشكلة لبنان الحقيقيّة «سلاح حزب الله»، فهل سيكون لهذا السّلاح وللمطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي أبرزها القرار 1559 والقرار 1701 مطرحاً بين عناوين ثورة السبت؟!

 

قبل شهر تظاهر اللبنانيّون تحت وزارة الاقتصاد في ظلّ واقع لبنانيّ فاجر يضع ألف خطّ أحمر تحت عنوان لقمة المواطن، فالأرقام تتفاقم وتتضخم بسرعة هستيريّة على رفوف السوبر ماركت يومها قال وزير الاقتصاد راوول نعمة للبنانيين أنّه عليهم أن ينتظروا ثلاثة أسابيع لتعود إلى طبيعتها طبعاً اللبنانيّون لم يصدّقوه ولكن من يحسب معاليه، فحال الأسعار من حال «النّهب العامّ» الذي يعصف بالبلاد من صهاريج المازوت إلى شاحنات الطحين، وهلمّ جرّاً!!

 

لا أحد يستطيع أن يجيب اللبنانيين عن سؤالهم على مصيرهم ومصير أولادهم لا يوجد مسؤول واحد يستطيع أن يقدّم إجابة واحدة صادقة عن غد لبنان ومواطنيه، نحن في بلدٌ غارق على جميع المستويات والأفق اللبناني مسدود وكل وزارة فيه مغارة نهب منظّم، مغارة مدرّبة على الفساد ومن المؤسف أنّ الذين يلون أمور اللبنانيين «مافيا» مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد والتسبّب بانهياره التامّ؟!

 

حسناً، وإن اشتعلت الشوارع مجدداً سيكون الذين يصرخون باسم الثورة قلال، ولا نستطيع أن نكمل هكذا على هذا المنوال فالقلّة التي ستحتشد في الشوارع ستطالب الـ»قاعدين» في بيوتهم أن ينزلوا إلى الشارع، و»القاعدين» سيبقون جالسين على كنباتهم يتابعون الشاشات عندهم شبه يقين أن لا شيء سيتغيّر فكلّهم أسوأ من بعضهم بعضاً، فقبل أشهر ذاقوا مرارة الخيبة بعدما أسفرت ثورتهم عن المجيء بحكومة حزب الله وقد شهدوا قبل أيام كيف لا يزال جبران باسيل يحكم ويتحكم بالسلطة عن طريق «حماه» رئيس الجمهوريّة، فما الذي يستدعي أن يوردوا أنفسهم مورد الخيبات المتكرّرة مجدّداً؟!

 

ومجدداً نعيد ونكرّر ونقول «أمام اللبنانيّين فرصة أخيرة للغضب لحقّهم وكرامتهم رافضين الذلّ الذي يُسقى لهم ولأولادهم أقداحاً أقداحاً، لم يعد أمام المواطن اللبناني ترف استنزاف الوقت في حشد التظاهرات اليوميّة وحشد الشوارع وإحراق الإطارات وقطع الطرقات فالأمرُ أعجل من ذلك بكثير، ولم يعد مقبولاً تضييع الوقت على هذه الشاكلة، مسار الانهيار بات خطيراً جداً ولن نلبث أن نصطدم بالقاع بطريقة دراماتيكيّة».

 

المطلوب حراك حقيقي بخطّة واضحة وبرنامج عمل يكشف خيمة «الحصانة» عن لصوص الهيكل وناهبي الشعب اللبناني، وإلا سيبقى الإعلان عن مسيرات من هنا وتظاهرات من هناك وقطع طرقات وإشعال إطارات مجرّد حراك في الفراغ ولن يوصل لبنان وشعبه إلى أي مكان، لأنّنا أمام حكومة «حيطان» لم يحلموا يوماً بالوصول إلى هذه المناصب!

 

ميرڤت السيوفي