IMLebanon

الإمتحان والقطوع  

 

يواجه لبنان، يوم السبت المقبل، السادس من هذا الشهر السادس، امتحاناً كبيراً هو في حدّ ذاته قطوع كبير أيضاً. فبَعد ارتياح الثوّار إلى أنّ فيروس كورونا أخذ في التراجع ها هم يستعدّون إلى إستئناف النزول الى الشارع بدءاً من الموعد المحدد في تظاهرة حاشدة مركزية الى سلسلة تظاهرات محلية…

 

أما الإمتحان فهو في الآتي:

 

اولاً- قدرة الثوار على تجييش حشد يؤمنونه كبيراً، فإلى أي مدى سيتجاوب معهم الجمهور الذي زاده الحجر المنزلي والتعبئة العامة إقتناعاً بأن الوضع من سيىء إلى أسوأ، وأنّ الأزمة الاقتصادية الاجتماعية تزيد الضغط على خناق الناس. وان الجوع حول اللبنانيين، بشرائح كثيرة منهم الى “شعب الإعاشة”.

 

ثانياً- قدرة الثوار على الإثبات أنهم، فعلاً، حركة نضالية سلمية، وبالتالي فلا يكتفون بأن ينبذوا من صفوفهم المندسين بل يدينونهم أيضاً إذا خرجوا على الإطار السلمي الذي ميزّ هذه الثورة عمومًا.

 

ثالثاً- قدرة القيادة (هل ثمة من قيادة موحدة؟) على أن تنزع القناع عن وجهها فتبرز بوضوح وتقود في العلن.

 

رابعاً- قدرة الثورة على استقطاب جميع الذين شاركوا في ذلك اليوم الأغر (17 تشرين)… وإلا فتحديد الموقف من الذين خرجوا أو أخرجوا…

 

وأمّا القطوع فهو في الآتي:

 

أولاً- حذار الوقوع في فخ المواجهة مع القوى الأمنية من عسكرية وأمن داخلي وأجهزة. فهي مكلّفة مهمّة الحفاظ على أمن الثوار وأيضاً أمن الناس والممتلكات العامة والخاصة… وبقدر ما يحق للمعترض أن يعترض وينتفض ويثور، بقدر ما يحق لسواه أن يستكين فيرفض المشاركة.

 

ثانياً- حذار الوقوع في فخّ تعطيل بلد هو معطل أصلاً منذ أواخر الصيف الماضي وأيضاً بسبب كورونا…

 

ثالثاً- حذار الوقوع في فخ الغرضية والحزبية وتحويل إحدى أجمل ثورات العصر الى فصائل متناحرة كل منها في خدمة فريق من الأفرقاء الذين هم أصل البلاء.

 

رابعاً- حذار رفع الشعارات متعذرة التطبيق، لئلا يصبح مصير الثورة شبيهاً بمصائر الحكومات المتعاقبة التي تطلق العناوين الطنانة الرنانة و… تبقى بياناتها الوزارية حبراً على ورق.