IMLebanon

ثورة وثوّار  

 

آنَ الأوان للسؤال الكبير: من هم الثوّار؟

 

طبعاً، السؤال لا يقصد، إطلاقاً، أولئك الناس الأوادم الطيبين الذين لديهم غير موجب وسبب ودافع للنزول إلى الشارع بعدما حققت الطبقة السياسية التي تناوبَت علينا “إنجازات” عظيمة… وإنما يقصد قلّةً من الذين يدّعون أنهم قادة مُحرّكون للثورة، ولنا بينهم غير صديق وزميل من الأنقياء الأتقياء.

 

نسألهم: من أنتم؟

 

لماذا تخجلون بإنتماءاتكم وإرتباطاتكم ودافعي بعضكم إلى ركوب هذا المركب الخشن الذي زاد في طين الأزمة بِلّةً؟

 

لماذا لا تتّفقون على برنامج موحّد، تتفقون عن حقّ وحقيق وليس مسايرةً لبعضكم البعض أو لمن هم وراء أفرقاءٍ بينكم؟

 

نحن مع الثوّار؟ نعم. نحن مع الثورة. نحن ضدّ هذا الفساد المستشري. نحن نُدين وننتفض على السياسات والممارسات الخرقاء والعشوائية، وخصوصاً نُدين التكالب على نهش هذا الوطن حتى وصَل إلى ما هو عليه من إنهيار إقتصادي مُروّع.

 

ومن منطلق هذه الإدانة، ومن منطلق ما عبّرنا عنه من هذا المنبر مرّات عديدة منذ 17 تشرين وقد اعتبرنا الثورة تاريخية من دون أدنى شك، وهي كذلك، نسأل:

 

هل الثوّار موحّدون أو مُنقسمون؟ وهل أسباب إنقسامهم هي داخلية وعلى برنامج العمل، أم ثمّة دوافع خارجية وراء البعض؟

 

هل هناك أجندات غير لبنانية تستغلّ البعض (ونصرّ على كلمة “البعض” القليل) لأجل أهداف غير مخفيّة؟

 

هل ما جرى ويجري في العاصمة بيروت خصوصاً وفي طرابلس أيضاً، بشكل ممنهج من التخريب والتدمير والإعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، والإمعان في الأذيّة، هو مقبولٌ من الثوّار، أو أنّ إدانته واجب الوجوب وعلناً من ساحة الشهداء وساحة عبد الحميد كرامي وسائر الساحات؟

 

ونهمُس في آذان الثوّار، قدامى ومُستجدّين: إنّ أيّ تعرّض لبيروت (ولسواها طبعاً) لن يكون له سوى نتيجة واحدة: إستعداء الناس الطيّبين من الناقورة إلى النهر الكبير.