IMLebanon

ولو!.. بتخافوا من البوسطة؟

 

 

يوم السبت الماضي كان يوم البوسطة، ليست بوسطة عين الرمانة التي كانت شرارة للحرب (١٣ نيسان ١٩٧٥) بل انه يوم من أيام الثورة للتعبير عن أن الحرب أصبحت وراءنا، وأنّ هذه البوسطة كانت آتية من أقصى الشمال (محافظة عكار) لتصل الى أقصى الجنوب، وغاية هذه البوسطة التي ضمت مجموعة من المواطنين العاديين من مختلف الطوائف والاتجاهات، هي القول إننا ضد الحرب ومع الثورة التي هي صناعة لبنانية لا دعم خارجياً لها (لا السفارة الاميركية ولا سواها) وأننا ولدتنا أمهاتنا أحراراً، هدفنا إيجاد فرص العمل، حل مشكلة الكهرباء والمياه والنفايات، محاسبة الفساد، والعبور الى الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون بحسب كفاءاتهم وعلومهم وليس بحسب الإنتماء الطائفي أو الحزبي.

 

من أسف حاول جماعة اسامة سعد أن يوقفوا هذه البادرة السلمية، فلم يستطيعوا فجاء بنفسه الى الحوار معهم، فأصرّوا على الوصول الى صيدا، كانوا يقصدون صور ولكن هناك ظروف معروفة حالت دون تحقيق ذلك.

 

كما قلنا سابقاً إنّ هذه الثورة في لبنان سوف تنعكس على الثورة في العراق، وها هو العراق اليوم يرفع بواسطة الثوار الذين يرفضون التبعية لإيران شعار «إيران برّا برّا… والمرجعية الدينية هي النجف وليست قم».

 

وكنا نقول إنّ إيران تخاف الثورتين (اللبنانية والعراقية) لأنّ الثورة الثالثة ستكون في داخلها، وتحقق ما قلناه إذ انّ ما تشهده طهران والمدن والبلدات الايرانية خطير للغاية، وفي التفاصيل أنه خلال ١٥ ساعة فقط سجلت الأحداث الآتية:

 

حرقوا ١١٠ مراكز شرطة، وكسروا خمسة سجون كبيرة فيها ١٧٢ ألف معتقل أكثرهم من السياسيين ضد الحكومة الجائرة، وحرقوا خمسة مصارف تابعة للحرس الثوري، وفرّ من الجيش أكثر من ١٥٠ ألف جندي تركوا وحداتهم وذهبوا الى جهة مجهولة، وحرقوا ٤ تماثيل لـ»الخميني»، وحرقوا ٣ تماثيل لـ»علي خامنئي»، وحرقوا ٢٧٠٢ سيارات تابعة للشرطة والحرس الثوري.

 

وأمّا المداخلات في مجلس النواب الايراني فقد اتخذت بعداً مهماً أيضاً، وبعض النواب تحدث قائلاً: الى متى تستمر الإساءة الى السنّة في هذا البلد؟ وأيضاً الإساءة الى عرض رسول الله وأصحابه؟ ولماذا يسمح لتلفزيون الدولة الذي يموّله الشعب ونفطه أن يكون معولاً لهدم وحدته؟ لماذا الإساءة الى مقدسات مليار ونصف مليار سنّي في العالم والقرآن يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجهم وأمهاتهم؟.. أم المؤمنين هي زوجة النبي، فلماذا التلفزيون الايراني يسيء الى أم المؤمنين؟ الصحابة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه لماذا أنتم تسيؤون إليهم؟ منظمة الإذاعة والتلفزيون تدار من قِبَل المرشد (الخامنئي).

 

هذا نموذج مما تردّدت أصداؤه في مجلس النواب، يضاف الى الأحداث الجسام، التي يمكن الاطلاع على المزيد من صورها في الصفحة ٩ من هذا «الشرق» والمزيد من الوقائع ص ١٢، وهو دليل على أنّ نظام آيات الله دخل في مرحلة نهايته.

 

عوني الكعكي