< هل تصدق أن واشنطن ستدرج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية؟، هذا ما تحاول بعض وسائل الإعلام الترويج له! واحدة من هذه الوسائل «موقع العربية نت» اختار عنواناً يقول: متى سيعلن ترامب الحرس الثوري منظمة إرهابية؟ فالمسألة بحسب العنوان مسألة وقت ليس إلا!
لم تكن ممارسات النظام الإيراني العدائية بعيدة عن عيون الولايات المتحدة، منذ ما قبل غزو العراق، واستمرت العلاقة بين واشنطن ونظام الملالي علاقة عداء إعلامي تغلب عليه التهديدات الكرتونية، وكانت الاستخبارات الأميركية تعلم أن فلول تنظيم القاعدة الهارب من أفغانستان وجدت الملاذ الآمن في طهران، ومع ذلك اتجهت إلى غزو بغداد وتحطيم الدولة العراقية وتسريح جيشها، وتحت عباءة الديموقراطية وصندوق الانتخابات، سمحت واشنطن لطهران بتصدير طبقة سياسية عراقية ولاءها الكامل لإيران، وهو ولاء معلن للمرشد ولتصدير الثورة الإيرانية وللطائفية، ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل تدخلت حين فاز إياد علاوي، وهو الشيعي المحسوب على العلمانية، بالأصوات لتجيير الفوز لخصمه نوري المالكي، المعروف بتقديم ولائه للمرشد على بلده العراق.
هذا التاريخ من العلاقات الأميركية الإيرانية مازال ساخناً في الذاكرة، فكيف يمكن تصديق أن واشنطن تنوي إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية؟!
الحرس الثوري ليس كياناً جديداً، بل هو قلب نظام الملالي وحربته المسمومة، وهو المسؤول عن دعم وتمويل وتدريب الحركات الإرهابية التابعة له، وفي مقدمها حزب إيران في لبنان، وأحد أبرز قادته قاسم سليماني يتجول ما بين العراق وسورية تحت أنظار القوات الأميركية وبجوار جنودها، والطائرات الإيرانية تستخدم المجال والمطارات العراقية الى سورية ولبنان.
واشنطن ليست في صراع مع طهران، بل كلتاهما يستخدم الآخر، ونتج من هذا زيادة مبيعات الأسلحة الأميركية بوتيرة أسرع وأضخم في المنطقة، وتمدد إيران فيها، كلاهما يربح والمنطقة تخسر، والاتفاق النووي لم يوقع إلا ليبقى.