ما الذي يجمع “داعش” والحرس الثوري الإيراني؟ شيء واحد يجمع الاثنين ألا وهو التطرّف.
الأوّل تطرّف إسلامي سنّي، والثاني تطرّف إسلامي شيعي.
الشيء الآخر الذي يجمع بين الاثنين هو أميركا، كيف؟ بكل بساطة عام 1973 قرّر وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر أن يرعى الفتنة السنّية – الشيعية، ومن أجل ذلك جاء بآية الله الخميني من مدينة النجف في العراق حيث كان يعيش هناك هارباً من شاه إيران وأخذوه الى باريس حيث هيّأوه للدور، ومدّوه بالمال، ورتبوا الكاسيتات بالملايين لكل خطاب يلقيه أو تصريح يدلي به… واتفقوا معه على مشروع التطرّف الشيعي، وذهبوا الى أكثر من ذلك أو أرادوا أن تكون معركته مع كل البلدان العربية خصوصا أنّ شعوب البلدان العربية في معظمها سُنّة والشيعة أقلية في العالم العربي.
نعود الى الموصل وكيف احتل “داعش” الموصل خلال يومين والسؤال الكبير كيف سقطت مدينة الموصل وفيها الجيش العراقي وفرع للمصرف المركزي حيث كسب “داعش” من المصرف المركزي 500 مليون دولار كانت موجودة، فما هذه المصادفة؟
كذلك أكثر من 500 سيارة جيب نيسان وتويوتا رباعية الدفاع، والمصادفة الثانية أنّ تلك السيارات كانت جديدة (من الوكالة).
هذا غير المدافع والدبابات والصواريخ والعتاد العسكري الذي قدّرت قيمته بمليارين من الدولارات الاميركية.
هذا الفيلم الهندي بتسليم الموصل الى “داعش” طبعاً تأكد من أنّ “داعش” أقيم ليكون موازياً للحرس الثوري الإيراني، لأنّ رقصة “التانغو” بحاجة الى شخصين.
هذا جانب، والجانب الآخر، كما كان الأميركيون قد أعلنوا أنّ معركة استعادة الموصول بحاجة الى سنتين أو ثلاث سنوات.
الغريب العجيب في خطاب السيّد حسن نصرالله أنّ الشكر وجّه الى آية الله خامنئي إذ أنه لا يعترف بالدولة والشعب في العراق، لأنّ مرجعيته الوحيدة هي إيران، وهذا يؤكد أنّ الذي جاء بالخميني والذي يعطي الأوامر لنصرالله وجماعته هم الاميركيون.
وكما سلّم الأميركيون العراق الى إيران وتحديداً الى الحرس الثوري الايراني هم الذين سلّموا الموصل لـ”داعش”.
وكما جاءت الأوامر للمجرم بشار الأسد بالإفراج عن المتطرفين الاسلاميين من السجون السورية، فالأوامر ذاتها جاءت الى العراق حيث أخرج نوري المالكي الآلاف من المتطرفين الاسلاميين من السجون العراقية.
وبقدرة قادر تحوّلت الثورة السلمية التي بدأها الشعب السوري البطل في شهر اذار 2011 الى ثورة مسلحة بعد ستة أشهر من المناداة ومطالبة المجرم بشار الأسد بأنّ الشعب يريد الديموقراطية والحرية والانتخابات الحرّة والإعلام الحر وكان يرد عليهم بالحديد والنار، وبالصواريخ والمدفعية والدبابات والبراميل المتفجرة.
نعود الى كلام السيّد نصرالله بتوجيهه تهنئة الى آية الله الخامنئي فهذا فعلاً غير معقول لأنه يتحدّى شعور الشعب العراقي ويستخف بوطنية الشعب العراقي.
من ناحية ثانية، ومن حيث المنطق والمبدأ أين استقلال العراق وما علاقة إيران بالعراق؟!.
عوني الكعكي