Site icon IMLebanon

العمل الثوري حيّ في صيدا: الكينايات ملك الناس

 

 

«أيتها السلطة الفاسدة اسمعي واعلمي جيداً أن منتزه الكينايات، ذاكرة ومتنفّس الصيداويين. لذلك شرعنا أبوابه ليلاً ونهاراً ليدخلوها هانئين سائحين. وإن أُقفلت مجدداً، خذوا ما يدهشكم». هكذا اختتم البيان الموقّع من «الجناح الثوري لصيدا تنتفض»، الذي استفاق عليه الصيداويون صباح أمس، منتشراً على مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل الهاتفية. بيان أُرفق بشريط مصور يظهر شباناً ارتدوا سترات حمراء وغطوا وجوههم بأقنعة بيضاء، يقومون بخلع البوابة الحديدية عند مدخل منتزه الكينايات (نسبة إلى شجر الكينا) عند ضفاف نهر الأولي شمالي صيدا وإلصاق عبارة «الكينايات ملك للناس» عليها. صوّب «الثوريون» على الأملاك النهرية التي «سرقها تجار السلطة من خلال وضع اليد عليها أو تزييف عقود من خلال التلاعب على القانون لاستملاكها» كما جاء في البيان. وكانت شركة «كينايات النهر» لصاحبها محمد زيدان، قد اشترت العقار الذي يقع ضمنه المنتزه من ورثة الرئيس رفيق الحريري الذي اشتراه في الثمانينات. وسط أنباء عن إقامة منتجع سياحي خاص، توقّع رئيس بلدية صيدا محمد السعودي حينها، في حديث مع «الأخبار»، تحويل «الكينايات» إلى مساحة خضراء خلال تنفيذ مشروع الضمّ والفرز لشرق الوسطاني. ضاع التوقّع بعد إنجاز المشروع من دون أن تنتقل الضفة إلى كنف البلدية، عبر احتسابها ضمن مساحة الربع المجاني الناتج من مشروع الضم والفرز، ما يجعلها أرضاً عامة بإدارتها. علماً بأن السرقة التي استعادها الثوريون أمس بدأت على يد الحريري الذي خالف قانون الأملاك العمومية الذي يشمل مجرى النهر وضفافه ومنطقة طغيانه، ويشترط التراجع عنها لعشرة أمتار مع الحفاظ على حق المرور الحرّ على ضفتي النهر.

 

تحرير الكينايات شكّل التحرك الرابع للمجموعة. التحرك الأول استهدف محالّ الصيرفة حين رشّوا واجهاتها بالرذاذ الأحمر في دلالة إلى ضرورة إقفالها بالشمع الأحمر وألصقوا عبارة «محتكر الدولار فاسد». التحرك الثاني وجِّه ضد المصارف. أما الهدف الثالث، فكان مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بعد «قطعها اشتراكات المياه عن عدد من المنازل بعد تأخر المشتركين عن سداد فواتيرهم. «كيف يدفعون وقد طردوا من وظائفهم؟»»، تساءل البيان الصادر بشأن التحرك.

 

ثورة الجناح الثوري الأولى كانت على ساحة إيليا التي بات يعتبرها البعض «فولكلوراً»

 

 

يرفض أفراد المجموعة الكشف عن هوياتهم. بالتواتر، أجابوا عن استفسارات «الأخبار». «نحن موظفون ومثقفون وجامعيون ورجال أعمال. معظمنا ينتمي إلى الطبقات المتوسطة. لكننا أخذنا على عاتقنا تحقيق العدالة الاجتماعية». لكن ثورة الجناح الثوري الأولى كانت على ساحة إيليا التي بات يعتبرها البعض «فولكلوراً» ممجوجاً. اتخذوا لأنفسهم حراكاً رفضه بعض زملائهم في الساحة الذين يراهنون على التغيير الناعم. «نحن راهنا على العمل الثوري ونصّبنا أنفسنا قضاء ثورياً لمحاسبة الفاسدين، أفراداً ومؤسسات». لم يعايش هؤلاء بطلي الحركة الثورية الاشتراكية علي شعيب وجهاد سعد اللذين سطوَا على فرع «بنك أوف أميركا» في وسط بيروت عام 1973 احتجاجاً على تمويل المصارف الأميركية العدوان الإسرائيلي على سوريا ومصر. بكل بساطة، استوحوا فكرة جولاتهم المباغتة في الليل من المسلسل الإسباني LA CASA DE PAPEL وفيه شبان يقتحمون مطبعة سك العملة، ومصرفاً مركزياً، لكونهما أداة السلطة لتجويع الناس.

يُغني الجناح الثوري على ليلاه. يتوعد باستكمال محاسبة الفاسدين في المدينة التي تختنق برائحة النفايات والصرف الصحي والبطالة والفقر المرتفعين.