مشكلة حاكم مصرف لبنان أنه لا يستطيع أن يدلي بتصريحات إعلامية إلا نادراً وعند الحاجة الفائقة، وهذا هو وضع حكام المصارف المركزية في العالم لأن أي كلمة منهم تهز السوق المالية والنقدية وأسعار الأسهم والحركة الاقتصادية.
الحاكم رياض سلامه تسلّم مركزه منذ عشرين سنة تقريباً وبعد إصرار من الرئيس المرحوم الياس الهراوي والرئيس الشهيد رفيق الحريري ومباركة من الرئيس بري وافق أن يتولى حاكمية مصرف لبنان واضعاً شرطاً واحداً وهو أن لا تتدخل السياسة في مصرف لبنان وبالتالي لا يتدخل مصرف لبنان بالسياسة كلياً. وتمت الموافقة على طلبه وكان رأسمال مصارف لبنان 16 مليار دولار والودائع حوالى 14 مليار دولار وخلال توليه مسؤوليته رفع حاكم مصرف لبنان الودائع من 16 ملياراً إلى 190 مليار دولار في المصارف اللبنانية وأنزل الفائدة من 40% إلى 7% وجعل القطاع المصرفي والنقدي والمالي أقوى قطاع في لبنان لصالح الشعب اللبناني وبعدما كان سعر الدولار على الليرة 2800 ليرة للدولار في زمن المرحوم إدمون نعيم والحاكم ميشال بشارة خوري جعل سعر الدولار 1500 ليرة للدولار وقام بتثبيت السعر كاستقرار دائم وحصلت حرب الجنوب وعناقيد الغضب فحافظ الحاكم رياض سلامه على سعر الليرة والقطاع النقدي والمالي والمصرفي واستشهد الرئيس رفيق الحريري فتم شراء 600 مليون دولار في يوم واحد مقابل بيع الليرة اللبنانية ومع ذلك لم تهتز الليرة اللبنانية وبقيت على سعرها وطوال أيام أراد مصرفيون الاستفادة من الحدث ولكن رياض سلامه منع بعض المصارف من استغلال الفرصة وقام بإعطاء ملاحظات لتلك المصارف نتيجة محاولة استغلالها الحدث.
حدثت حرب تموز فحافظ الحاكم رياض سلامة على قطاع المصارف والليرة اللبنانية والسيولة ورغم الحرب لم تنقطع السيولة ابداً وذلك بفضل الهندسة المالية العالية والشاملة التي رسمها حاكم مصرف لبنان لكل الظروف والطوارئ.
يتوافد على لبنان 6 إلى 7 مليار دولار كودائع نظراً للثقة الكبيرة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامه ولأنه أثبت الجدارة في إدارة القطاع وكلما كانت انتخابات رئاسة جمهورية كان يعزز وضع الليرة اللبنانية بشكل ثابت كي لا يقول أحد أن حاكم مصرف لبنان يريد الاستغلال بل كان يتبع العكس ويعزز الوضع المصرفي والمالي وهذا ما استفاد منه اميل لحود مرتين وميشال سليمان والان سيستفيد منه العماد ميشال عون.
رياض سلامة إن حكى لقال إنه طالب السياسيين بالوفاق كي يزدهر لبنان لكنهم بقوا على خلافاتهم والمشكلة أنه لا يريد اصدار بيانات إعلامية في هذا المجال بل يحمل همّه بقوة ويدير القطاع.
وعندما رأى أن الاقتصاد اللبناني قد أصبح ضعيفاً وأن النمو سيهبط إلى الصفر وما دونه أعطى التعليمات والتعميمات إلى مصارف لبنان بتقديم القروض إلى قطاع بيع السيارات، إلى قطاع السكن وشراء الشقق لسكن العائلات وعندما زاره العميد سلّوم من قبل قيادة الجيش طالباً دعم مصرف لبنان لإسكان الضباط قدم له مئات ملايين الدولارات من أجل إعطاء قروض للعسكريين جنوداً ورتباء وضباطاً كي يستطيعوا إيجاد مسكن لهم ويقوموا بتقسيط ثمنه على 20 سنة وأعطى تعليمات لدعم الصناعة بفائدة 1% والزراعة والسياحة أيضا وقطاع المعلومات والكمبيوتر أيضاً وأصدر مذكرة لمشاركة المصارف مع شركات لانشاء مؤسسات تكنولوجية يساهم بها مصرف لبنان بـ 75% من الرأسمال لمدة سبع سنوات على الأقل كما أعطى المحلات الكبرى ومراكز البيع الكبرى التسهيلات المصرفية كي تقوم بالتقسيط فنشأت مراكز بيع لم تكن موجودة وأصبحت تشكل مراكز البيع قطاعاً كبيراً يساوي قطاع البيع في دبي.
رياض سلامه حاكم مصرف لبنان لا يقول كلمة واحدة عن إنجازاته بل إنجازاته تتحدث عنه والناس تتحدث عنه حتى الفقير بائع العلكة يفضل رياض سلامه رئيساً للجمهورية لأنه حافظ على لقمة عيشه. لكن حاكم مصرف لبنان لا ينطق بكلمة واحدة عن إنجازاته، لا يتعاطى بالسياسة أبدا بل أنه مرة واحدة في السنة يحضر عيد الاستقلال ويهنئ رئيس الجمهورية وأركان الدولة بالعيد وعدا ذلك لا يشارك في أي مناسبة سياسية بل أصلا هو ليس من موظفي الدولة ولا يمكن إقالته إلا بحالات استثنائية هي ثلاث لا مجال لذكرها الآن وتم رمي الظلم في وجهه حين قالوا أنه يحتاج لتعديل الدستور لانتخابه رئيساً للجمهورية ولكنها كذبة كبرى غير دستورية لأنهم يريدون الفساد في الدولة وحاكم مصرف لبنان هو عدو الفساد.
قام بالتنبيه لعجز شركة كهرباء لبنان الذي وصل إلى ثلاثة مليارات ونصف منذ أن كان العجز ملياراً واحداً ووضع الخطط لإنارة لبنان لكن لم يتم الاخذ بها. يعيش حياة عادية لا مواكبة ولا مرافقة بل سيارة جيب قديمة من قوى الأمن الداخلي فيها 3 عناصر يسير قبلهم بسرعة حاكم مصرف لبنان مسافة كيلومترات ويدخل إلى بيته والدورية لم تصل بعد ولا يجعلهم ينتظرون في الليل.
عالج أكبر فضيحة بعد فضائح روجيه تمرز، سامي مارون وأمين الجميل في بنك المشرق وأغلق بنك المدينة رغم أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشيخ ناصر الرشيد رجل الاعمال السعودي صاحب المصرف كانا ضد رأيه ويقولان له ان السيد عدنان بوعياش رجل آدمي إلى أن واجههما الحاكم بفضائح بنك المدينة مما جعل اللواء المرحوم رستم غزالي يستدعي حاكم مصرف لبنان رياض سلامه مع الخبير في المال جوزيف الفضل ويقول لهما اللواء رستم غزاله بانه لا تموت كل الناس في سريرها بل بظروف أخرى. وطلب رياض سلامه أن يخرج جوزيف الفضل من الاجتماع وقام بالمواجهة وأغلق بنك المدينة رغم أن أغلبية شخصيات لبنان دخلت في بنك المدينة واحتراما لاميل لحود غطى الموضوع وقال ان أسماء أولاده ليس لها علاقة وهو سر قاله رياض سلامه لاميل لحود ولكن لحود أفشى السر كي يبرىء أولاده لأن العلاقة قد تكون غير مباشرة بين أولاده وبنك المدينة بل ربما تكون مباشرة.
رياض سلامه يعيش حياة هادئة مستقرة، حاز على أعلى جوائز حكام العالم وفي عالم تسير أكثرية دوله للإفلاس، جعل من لبنان جنة المال وجعل المصارف تعطي الناس قروضاً بسهولة حتى تنافست المصارف على تقديم القروض خلال 24 ساعة لتسلم المبلغ وهذا ما تشهد عليه الإعلانات على شاشات التلفزة وها هي قبرص قربنا مفلسة واليونان دخلت الإفلاس وإيطاليا واسبانيا دخلت الإفلاس وفرنسا في عجز كبير والولايات المتحدة كادت تعلن افلاسها لولا لم يوافق مجلس الشيوخ على قرار أوباما بالاستدانة وها هي روسيا بأزمة كبرى، بالإضافة إلى السعودية والكويت في دول الخليج التي تعيش في أزمة مالية كبرى ولكن رياض سلامه جعل لبنان بعيدا عن الإفلاس وأوصل الودائع إلى 190 مليار دولار وجاءت دول كثيرة للاستدانة من لبنان لكنه رفض ذلك.
يأخذون عليه أنه يلتزم بالقرارات الأوروبية والأميركية بشأن المصارف واللعبة المالية الكبرى تديرها واشنطن وأوروبا ولذلك روسيا لم تستطع أن تقبض ثمن السلاح الذي باعته للبنان نتيجة العقوبات الاوروبية وسقط سعر الروبل الروسي 40% وكل ذلك ولبنان بإدارة حاكم مصرف لبنان في وضع ممتاز وسليم تشهد له الدول وأكبر مصارف العالم والمؤسسات المالية بذلك.
إلى الحاكم رياض سلامه إن حكى فهو سيهز اركان الفساد في لبنان ويسقطهم لكنه لا يريد إسقاط البلاد لأن الحكام هم الفاسدون ولا يعتبر أن مهمة مصرف لبنان محاربة الفساد خارج قطاع المصارف والقطاع النقدي والمالي والاقتصادي إلى حد ما. أما بشأن الحاكم رياض سلامه فإنه أرزة من أرز لبنان سيشهد له التاريخ ويكتب أن رجلا اسمه رياض سلامه أنقذ لبنان من الإفلاس 20 مرة وجعله جنة مالية تشهد له دول العالم كلها والناس تشهد لا نحن، بأن الحاكم رياض سلامه عبقري قل نظيره ولو أراد رياض سلامه بناء ثروة فإنه بمجرد الاستقالة من مصرف لبنان وتأسيس شركة خاصة للاستثمار فان مستثمرين أوروبيين واميركيين وخليجيين وعرباً ولبنانيين سيضعون 50 مليار دولار في هذه الشركة وينال رياض سلامه في السنة مليار دولار بدل راتب 10 آلاف دولار بالشهر ولكن رياض سلامة رجل كبير وكبير وأكبر بكثير من التأثر بالدولار وأغنى بكثير من أصحاب المليارات لأن رأسمال وثروة رياض سلامه هي أخلاقه وضميره وعبقريته ورؤيته للبعيد وحبه لوطنه لبنان.