IMLebanon

عاد ريكاردو… وعون راجع

“السكوب” أو السبق الصحافي يجعل الاعلام أحياناً ينسى أن حياة الناس ليست سلعة، وأن أهمية “السكوب” لا تكمن في وضع أي شيء حصري على حساب الناس. ففي قضية الطفل ريكاردو جعارة تسريبات أشرطة عبر الاعلام جعلتنا نتساءل عن مهنية من يسّرب وضميره فيما كان الطفل بين أيدي الخاطفين! فالإعلام يجب ان يرفع الصوت ويحمل هموم الناس لا أن يتحول الى ساع وراء “السكوب” مهما كلف الثمن .

عاد ريكاردو… نعم، ولكن هل أصبح الخطف في لبنان موجة جديدة ؟

عاد ريكاردو … نعم، ولكن من يحاسب من وضع حياته في خطر من أجل زيادة عدد مشاهديه أو قرائه؟

اما بعد حادثة الخطف التي تطرح اسئلة كثيرة وتساؤلات ومخاوف، فنعود الى موضوع آخر لافت هذا الاسبوع، هو دعوة العماد ميشال عون المسيحيين الى تغيير الواقع ورفض ما يحصل ورفضه المشاركة في مجلس الوزراء بجدول اعماله الحالي لانه يعتبر أن مصلحة المسيحيين في خطر وأن التعيينات الأمنية هي أولوية. هنا يجب أن نعي أن اللبنانيين ما عادوا يحتملون إقفال طرق وحرق إطارات لان الوضع المعيشي والاقتصادي ضاغط جداً وكل خطوة يمكن ان تسيء أكثر الى لقمة عيشهم لن تشجعهم، الا إذا كانت صرخة جامعة من جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، لتغيير الواقع وإنتخاب رئيس للجمهورية وإجراء انتخابات نيابية وتعيينات أمنية وغيرها. عون راجع الى المعارضة والشارع؟ لكن هذه الخطوة يجب أن تكون مدروسة ودقيقة، لا أن تتحول الى قطع الطرق ونصب الخيم لشل حركة الناس ومصالحهم أكثر مما هي مشلولة! ربما تكون فكرة عون وجعجع إجراء استطلاع للرأي جيدة، وخصوصاً اذا انسحب من ينال أصواتاً أقل من الثاني لحساب الآخر إذا حُصر الاستطلاع بـ : عون- جعجع. وربما يكون الطرح الثالث لا يلحظ اياً من الاسمين المطروحين ويجب على جميع المسيحيين أن يقترعوا كي تتضح لمرة الصورة وما هو الخيار المسيحي. ويجب ان نقبل بالديموقراطية. فاذا اختارت أكثرية المسيحيين جعجع فعلى عون أن يفعل كل ما في وسعه لايصال جعجع الى الرئاسة، والعكس صحيح. فهذا الاستطلاع يجب ان يكون مدروساً كي يدعى كل المسيحيين الى المشاركة فيه. وهذا هو المخرج الوحيد للأزمة، وحينها على المسيحيين أن يضغطوا لانتخاب رئيس وإنتخاب مجلس وتعيين القادة الأمنيين عبر استراتيجية موحدة ومنظمة وبرؤية واضحة للمستقبل، لان الناس شبعوا من النزول الى الشارع والتعطيل وحرق الاطارات التي حتى الآن لم تجد نفعاً في أي ملف، حتى اننا لم نتقدم في أي مجال منذ 2005، بل عدنا الى الوراء…