Site icon IMLebanon

هل يعتبر رضا بهلوي؟

 

 

لفتني، على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يبدو فيه وليّ عهد أسرة بهلوي الأمير رضا وهو يشق طريقه وسط حشود كبيرة في طريقه الى المنبر ليلقي كلمة في الجموع، من منفاه في الولايات المتحدة الأميركية (في إحدى ضواحي واشنطن). ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع التظاهرات الاعتراضية التي بدأت نسائية إحتجاجاً على مقتل إحدى الناشطات، وأخذت تتلاشى في الآونة الأخيرة. والواضح أن رضا بهلوي يثق بالدعم الأميركي وكأن والده الامبراطور الراحل محمد رضا بهلوي لم يشرب من الكأس الأميركية المرة، هو الذي مات في منفاه المصري وهو يردد مقولته الشهيرة: «ليس لأميركا صديق»!

 

الابن رضا بهلوي تحدث قبل يومين عمّا أسماه «التشققات» داخل النظام الإيراني، «وستظهر بشكل أكبر مع تقلص سلطة آيات الله». وكان قد أشاد في ٢٨ أيلول الفائت بما وصفه بثورة تاريخية تقودها النساء… حاضّاً دول العالم على مضاعفة الضغط على النظام الإيراني. وفي وقت سابق توعّد رضا السلطة الإيرانية «بمواصلة القتال والتوحّد مع الشعب لاستعادة البلاد والحرية التي سلبها النظام».

 

والواضح أن واشنطن اتخذت قراراً منذ أيام إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التزم به جو بايدن وإدارته، بدعم ولي العهد المخلوع. وأفسحت أمامه في مجال الظهور من على منابرها، مثل إلقاء محاضرات سياسية في معهد هادسون، مع وعود ليس فقط بإسقاط النظام إنما بإعادة الإمبراطورية وبتثبيته على رأسها، لذلك راح، منذ ثلاث سنوات على الأقل يتحدث عن أن سقوط النظام «مسألة أسابيع وعلى الأكثر أشهر معدودة».

 

ولعل رضا بهلوي يتذكر أن الرئيس الأسبق جيمي كارتر قال لوالده قبل سقوطه بسنة وبضعة أشهر (عشاء في آخر يوم من العام ١٩٧٧): «بفضل قيادتكم العظيمة يا جلالة الإمبراطور أصبحت إيران واحة الاستقرار وسط واحدة من أكثر مناطق الدنيا اضطراباً». وعندما اندلعت الثورة أعلن البيت الأبيض أن الشاه أبلغه بأنه قرر أن يترك الحكم ويغادر، ولم ينفع الشاه أي نفي. وبعد سقوطه رفض كارتر استقباله منفياً في أميركا، وقال لكيسنجر في اتصال هاتفي شهير: FUCK شاه إيران!