IMLebanon

ريفي نحو تكتّل يضمّه وضاهر والمرعبي

لم تكن استقالة وزير العدل أشرف ريفي، التي قدّمها خطيّاً أمس إلى رئيس الحكومة تمام سلام، إلا خطوة أخيرة في مسار علاقة مأزومة بينه وبين الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل تعود إلى أيام تشكيل سلام حكومته قبل أكثر من سنتين، قبل أن يخرج التباين بين الرجلين إلى العلن أخيراً.

المقرّبون من الرجل وآخرون من تيار المستقبل في عاصمة الشمال، حيث الساحة الرئيسية لتبادل العتب والاتهامات بين الطرفين، لا يتردّدون في فتح الدفاتر العتيقة والجديدة حول الأسباب التي أوصلت العلاقة إلى ما وصلت اليه. كوادر التيار ومناصروه يؤكدون أن «مزايدات ريفي ذات الطابع الشعبوي تعود عليه بربح مؤقت، لكنها لن تصنع له حالة سياسية ولا زعامة، سواء في طرابلس أو في الشارع السنّي. نحن من غطّاه سياسياً يوم كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، ومن سمّيناه وزيراً للعدل في الحكومة. والآن فلنرَ من دوننا ما هو حجمه على الأرض». وتكشف المصادر المستقبلية عن «هواجس قديمة لدى التيار من نية ريفي محاولة إيجاد حالة سياسية وشعبية بمعزل عنا، لكننا كنا نتجاوزها بسبب دقة المرحلة، ولقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، إلى أن تبيّنت لنا صحّة هذه الهواجس تباعاً، وترجمت أخيراً في استقالته التي رُميت في وجه الحريري وليس سلام أو حزب الله».

أوساط ريفي، من جهتها، تؤكد أن استقالته «جاءت منسجمة مع اقتناعاته بأن الحكومة الحالية تغطي حزب الله أكثر مما غطّته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهو أعطى أكثر من فرصة لتصحيح هذا الخلل وتلقّى وعوداً كثيرة بذلك، لكنها لم تطبّق على أرض الواقع، بل تبيّن له أن هناك من يريد تركه وحيداً في المواجهة ليحترق، لذا آثر أن ينسحب». وكشفت المصادر أن ريفي «اتخذ فعلياً قرار استقالته بعد لقائه الحريري الأسبوع الماضي، إذ كان اللقاء سلبياً جداً. إلا أنه آثر إرجاءها إلى وقت يراه مناسباً. كذلك فإن غيابه عن استقبال الحريري في طرابلس، الجمعة الماضي، كان تعبيراً واضحاً عن أن العلاقة بينهما وصلت إلى نقطة اللاعودة».

وتردّ أوساط وزير العدل المستقيل على الاتهامات لريفي ــ اتهامه بالسعي إلى بناء حالة شعبية وسياسية خاصة به، بمعزل عن الحريري وتياره ــ بأن ذلك «حق طبيعي له»، مشيرة الى أن الاستقبال الخجول للحريري في طرابلس «أظهر أن العصب المستقبلي في المدينة معه». وتكشف أن اللواء المتقاعد «بدأ بالفعل مساعيه لتشكيل نواة تكتل سياسي وشعبي سنّي خارج من رحم تيار المستقبل. وقد نوقش الأمر مع النائبين خالد ضاهر ومعين المرعبي اللذين يسعى ريفي إلى إشراكهما في مثل هذا التكتل». وكان لافتاً في هذا السياق وصف ضاهر، في مؤتمر صحافي أمس، استقالة ريفي بأنها «خطوة طيبة تعبّر عن نبض الشارع، ليس فقط في طرابلس والشمال، بل في كل لبنان».

خصوم المستقبل في طرابلس يرون أن «خلاف الحريري ــ ريفي ليس خلافاً على النهج السياسي، بل هو في جانب منه انعكاس لصراع أجنحة الحكم في السعودية». ويخلص هؤلاء الى أن «خلافهما سيفضي في نهاية المطاف الى تأجيل الانتخابات البلدية، بعدما تبين أن تيار المستقبل سيكون الخاسر الأكبر فيها».