Site icon IMLebanon

ريفي عند كرامي… لإزالة عبء فشل البلدية عن كاهله

 

 

لم تكن زيارة الوزير السابق أشرف ريفي، أمس، إلى منزل الوزير السابق فيصل كرامي مفاجئة، لأنها جاءت ضمن إطار الزيارات التي يقوم بها ريفي على قيادات في طرابلس لعرض «وثيقة شرف» عليهم تتعلق بتفعيل العمل الإنمائي في المدينة، وإبعاد السياسة عن الإنماء.

فبعدما زار ريفي الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين محمد الصفدي وأحمد كرامي، لهذه الغاية، اتضح أن الخطوة التالية لريفي ستكون إما في اتجاه فيصل كرامي، أو النائبين في كتلة المستقبل محمد كبارة وسمير الجسر، في ظل ترقّب في الأوساط الطرابلسية للقاءين معاً، نظراً إلى حدّة الخصومة والمواقف السياسية التي شابت علاقة ريفي، في الآونة الأخيرة، بكرامي وتيار المستقبل على حدّ سواء، ولما يشكله اجتماع ريفي مع كرامي أو نائبي المستقبل من كسر لحدّة الاصطفافات السياسية في المدينة.

لكن يبدو أن ريفي اختار أن يكون كرامي هو محطته التالية، بعدما التقط «إشارة» الأفندي الإيجابية نحوه، سواء خلال مقابلته لقناة «المنار» أو تصريحه لجريدة «الأخبار» (راجع «الأخبار» الخميس 19 تشرين الأول 2017، العدد 3302)، فأبلغ كرامي، خلال لقائه به في مناسبة اجتماعية أول من أمس الخميس، أنه سيزوره بعد ظهر (غد) أمس، فأبدى كرامي ترحيبه به.

 

 

ميقاتي كان «الغائب الحاضر» في اللقاء، واتفاق على أن «الأحادية السنية» فشلت

أكثر من 40 دقيقة دامت الخلوة بين كرامي وريفي، خرج بعدها كرامي ليقول لريفي: «طوّلت الغيبة علينا معاليك»، فردّ الأخير: «لا شك أنني طوّلت الغيبة معالي الوزير كرامي، وإن شاء الله لن أطيل الغيبة بعد اليوم، وسنبقى على تواصل». وهي عبارات فُسّرت بأنها «ترحيب ودّي لا يخلو من بعض العتب (وردت عبارة نحن أولاد بلد أكثر من مرة على لسانيهما)، على خلفية مواقفهما السلبية كلّ تجاه الآخر في السنوات الثلاث الأخيرة، (خصوصاً بعدما أعلن ريفي تحالفاً سياسياً وانتخابياً مع وليد معن كرامي، ابن عم فيصل كرامي، واعتبر أن الأول هو وريث آل كرامي السياسي)، وأنه آن الأوان أن يأخذ الخلاف بينهما مساره الطبيعي».

أجواء الانفتاح السياسي التي سادت أخيراً طرابلس كرّسها لقاء كرامي ريفي. لكن ذلك لا يعني أنهما باتا حلفاً انتخابياً واحداً، وإنْ ترك ريفي الباب موارباً أمام احتمال التحالف مع كرامي، بقوله «سواء تنافسنا أو تصارعنا أو تحالفنا نحن أولاد بلد نلتقي دائماً خارج الإطار السياسي لمصلحة البلد».

وحسب معلومات «الأخبار» فإن الرئيس نجيب ميقاتي «كان الحاضر ــ الغائب في اللقاء، وأتى كرامي وريفي على ذكره عدة مرات، في تأكيد على متانة العلاقة التي تجمعه معهما، ومع كرامي بالتحديد، واعترافاً منهما بدوره وحضوره الوازن في المدينة».

وفي ما يتعلق بـ«وثيقة الشرف» التي يجول بها ريفي على السياسيين، والتي قرأها كثيرون في طرابلس على أنها محاولة منه لرفع عبء بلدية طرابلس عن كاهله بسبب الفشل الذي تعانيه بعد فوزه في انتخاباتها، ولمشاركة قوى المدينة الآخرين في تحمّل المسؤولية، وإبعاد الإنماء عن السياسة، فقد خرج من عند كرامي، وفق مصادر الأخير، «مقتنعاً بتطوير المبادرة لجهة توظيف السياسة في خدمة الإنماء في المدينة، بعدما عانت في السنوات السابقة من توظيفها في خدمة السياسة، وأن العكس بات هو المطلوب، وأن كرامي وريفي اتفقا على ذلك مبدئياً».

وحسب المعلومات، فإن كرامي وريفي «تداولا بالوضع السياسي في لبنان، وبوضع الطائفة السنيّة والانتخابات النيابية، وأن تناغماً نشأ بينهما في الأفكار حول دحض فكرة وجود إحباط سنّي، وأنهما ضد تسويق هذه الفكرة، وأنه ليس دور السنّة الاستعانة بشعارات لها علاقة بالمخاطر والمخاوف والهواجس من أجل استعمالها في السياسة».

وكان اللقاء فرصة ليتوافق كرامي وريفي، وفق المعلومات، على أن «التغيّرات والتنوّع على الساحة السياسية السنيّة أمر صحيّ، وهو يذكر بالمشهد السياسي الذي كان سائداً في لبنان قبل عام 1975، حينما كانت الطائفة السنية تفرز بين 4 إلى 5 زعامات سنية ووطنية، وأن تجربة الاحادية السياسية في الطائفة السّنية أثبتت فشلها، لأنها تشكل عبئاً على الشخص وعلى الطائفة والوطن معاً». وأشارت المعلومات إلى أن كرامي وريفي توافقا على «ضرورة التعميم على قيادات الطائفة السنّية الاقتناع بأن أحداً لا يستطيع أن يلغي أحداً، وأن لا يُجرّب أحدٌ ذلك، أو الدخول في معارك إلغاء عبثية». وأكد كرامي أمام ريفي أن «الحصرية أمر مضرّ للطائفة السنية، وهي عبء على الحريري، وانتهت».