الحملات الانتخابية للوائح المتنافسة في طرابلس تشير الى أن غالبية الأطراف السياسية ترى في استحقاق الأحد المقبل ما هو أبعد من كونه محطة أخيرة في الانتخابات البلدية، ومؤشراً الى معرفة كل طرف حجمه ووزنه السياسي وشعبيته، قبل عام من الانتخابات النيابية.
هذه الأجواء زادت من حماوة الاتهامات المتبادلة وفتح الملفات. وكان السبّاق في هذا المضمار وزير العدل المستقيل أشرف ريف الذي بادر الى فتح النار على خصومه، القدامى منهم والجدد. فوصف لائحة «لطرابلس» التوافقية، في رسالة صوتية وجهها إلى مناصريه على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها «تحالف هجين يشارك فيه حلفاء (الرئيس السوري) بشار الأسد وحزب الله، وبعض رموز الانقلاب على 14 آذار الذين أسقطوا حكومة سعد الحريري بقوة السلاح والقمصان السود»، مؤكّداً أن «لا مكان لـ8 آذار في طرابلس».
ومع أن أحداً من أركان التحالف السياسي العريض في لائحة التوافق لم يرد على هجوم ريفي، إلا أن حملة واسعة شنّت ضدّه في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الساعات الأولى لإعلان دعمه لائحة «قرار طرابلس».
مصادر سياسية طرابلسية وصفت حركة ريفي بأنها «مقامرة كبيرة، قد تنتهي به رقماً سياسياً مهماً في المدينة وفي الطائفة في ما لو تمكّن من تحقيق نتائج جيدة أو اختراق لائحة التحالف، أو تكون مقدمة لانتحاره سياسياً». وعليه فإنه «أمام مفترق مهم في حياته السياسية القصيرة، خصوصاً أن كثراً، من حلفائه المفترضين ومن خصومه، يريدون إنهاءه سياسياً». وسألت: «كيف يعارض ريفي دعم الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، فيما تضمّ اللائحة التي يدعمها حلفاء وأصدقاء للبيك الزغرتاوي؟ وماذا يعني بقوله لا مكان لـ8 آذار في طرابلس؟ هل يريد أن يستأصل مؤيدي هذا الفريق على طريقة داعش، أم ينفيهم خارج لبنان، أم سيلقيهم في السجون؟».
مصادر مقرّبة من لائحة التوافق قالت لـ»الأخبار» إن ريفي «يعاني من عجز سياسي وشعبي واضح، واللائحة التي أعلن دعمها أنقذته مؤقتاً وشكّلت رافعة له، وليس العكس». ولفتت الى أن الماكينة الانتخابية لوزير العدل المستقيل تعاني عطباً بنيوياً واضحاً، إذ إنها تفتقد الخبرات والقدرات المالية والبشرية واللوجستية، لمنافسة لائحة التوافق. وأشارت المصادر الى أن «مرشحين عديدين ممن لم يجدوا موقعاً على لائحة التوافق، فضّلوا الانسحاب من حلبة التنافس أو الترشح منفردين على الالتحاق بريفي». ومن بين هؤلاء عربي عكاوي الذي أثيرت شائعات حول انسحابه من التنافس الانتخابي، قبل أن يتبيّن العكس، إذ أكّد عكاوي، بعد استبعاده من لائحة التوافق، ترشحه منفرداً وعدم رغبته في الالتحاق بلائحة ريفي أو سواه، منطلقاً من قاعدة شعبية عريضة في منطقة باب التبانة، الخزان الشعبي والانتخابي الأكبر في المدينة.