IMLebanon

ريفي يقود المعركة ضد عون: «أصلح» المستقبليين لـ «تخريب» العلاقات

لأنه لا يجيد فن السياسة، فقد يكون وزير العدل أشرف ريفي «الأصلح» لـ «تخريب» العلاقات مع الخصوم وقطع شعرة معاوية معهم متى توفّر القرار لذلك، مقارنة بزميليه في الحكومة نهاد المشنوق ورشيد درباس. ولأنه كذلك، فهو تصدّر في الأيام القليلة الماضية مشهد الحرب السياسية التي يشنّها تيار المستقبل على العماد ميشال عون، مع مراعاة توجيه الضربات الى ما يعتبره المستقبليون “الخاصرة الرخوة” للجنرال، أي تحالفه مع حزب الله، وتفادي استهداف مطالب عون التي تعني الشأن المسيحي!

تعلو نبرة اللواء المتقاعد سقف كثيرين من زملائه في التيار، تحت شعار «ضرب المشروع الإيراني في لبنان والذي يُعد جنرال الرابية جزءاً أساسياً فيه»، مشيراً إلى أن «عون لن يكون رئيس جمهورية للبنان نهائياً وسنمنع وصول أي رئيس للمشروع الإيراني». ومع أن الرجل لا يغرّد قطعاً خارج سرب تيار المستقبل، إلا أن كلامه تحديداً يترك لدى حلفائه وخصومه انطباعاً بأنه «مرتبط بكل ما سبقه من توّتر شخصي في العلاقة مع عون الذي رفض التمديد له في قوى الأمن، وكان معارضاً لتوزيره في الحكومة، وحال دون تسلّمه حقيبة الداخلية».

كثيرة هي العناصر التي يتسلّح بها ريفي في قتاله العونيين، أهمها، أولاً «مباركة تياره هذه الحملة، في ظل تقاطع مصلحة المستقبل العامة مع مصلحة ريفي الخاصة». وثانياً أنه «الأنسب لهذه المرحلة» على ما يقول زملاء له في التيار. والأنسب يعني «قدرته على أن يكون رأس الحربة في وجه الرابية، بدلاً من الصقور الآخرين الذي يحرصون دوماً على علاقة جيدة معها». وهنا، يقصد هولاء «وزير الداخلية الذي يتقن قيادة معركته على الناعم مع العونيين، بتنفيذ ما يريده هو وتياره، من دون أن يذبح خصمه بسكين السياسة». فـ « الكلام الوردي للمشنوق الذي يعرف كيف يلعب من خلاله على نقاط عون الوطنية، لا يُمكن أن يلبّي المستقبل في عزّ ذروة نقمته على رئيس تكتّل التغيير والإصلاح، لذا فإن الساحة اليوم هي لريفي». وقد يكون الأخير مهتماً بتلبية رغبات المستقبل، وبسماع كلمة تنويه من «زعيمه»، لكنه مهتمّ أيضاً بإرساء القاعدة: التالية «ريفي كان ولا يزال صقراً من صقور المستقبل»! فالمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، الذي استهل مسيرة «الأضواء» في المؤسسة الأمنية، لا يريد أن يطفئها في المؤسسة السياسية. حلمه أن يُرى في عيون تياره في صورة الوزير الوفي، وصاحب المهمّات الصعبة وعرّاب المعارك السياسية!

في هذا السياق، فإن أجواء تيار المستقبل وحلفائه تؤكّد أن «الحملة علىى عون ستسلك مساراً تصاعدياً منذ اليوم، حتى عقد جلسة لمجلس الوزراء. والمستقبل سيعلّي سقفه ولو حضر وزراء التيار الجلسة»، علماً أن «العونيين لم يلمحّوا يوماً إلى المقاطعة، إنما تعطيل الجلسة من داخلها». وهنا يبرز سؤال ما إذا كان «الرئيس سعد الحريري مستعدّاً للإطاحة بآخر فرصة للتفاهم مع الجنرال»؟ كل التصريحات لا تشي بعكس ذلك، بل يبدو أن خطّ الرجعة عند المستقبل غير محفوظ، ولذا «لا ضير بالنسبة إليه استعمال كل أسلحته، بما فيها لسان ريفي»!