Site icon IMLebanon

ريفي يقود «حركة تصحيحية» داخل التيار الازرق

الانتخابات البلدية في طرابلس اثبتت ان وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي بات رقماً صعباً على الحلبة السنية لا يستطيع احد ان يتخطاه، خصوصاً وانه نازل تحالفاً عريضاً من الزعامات السنية واجتاحه ليعيد الى الاذهان «التسونامي» الذي احدثه الجنرال ميشال عون على الساحة المسيحية يوم عودته من المنفى، لا سيما وان تحالف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي وبقية القوى السياسية في الفيحاء سقط بالضربة القاضية اما المتضرر الاكبر من الاقطاب السنّة فهو الحريري بلا شك خصوصاً وان خروج ريفي من عباءة «المستقبل» زعزع التيار الازرق الى حد كبير وفق الاوساط المتابعة، علماً أنه لم يلتزم بالتيار المذكور محافظاً على استقلاليته، بل بالغ في الالتزام بأمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبأمن وريثه الذي بعثر رصيده المالي والسياسي وربما تأثير ريفي داخل «تيار المستقبل» اكبر مما يتوقع البعض على الرغم من عدم التزامه كونه يقود ما يشبه الحركة التصحيحية تحت عنوان العودة الى الثوابت.

وتضيف الاوساط ان ريفي لم يأتِ من فراغ وانه نجح بالتأسيس لحالته كزعيم سني مرتقب منذ ان شغل موقع المدير العام لقوى الامن الداخلي كونه كان «ظهر الذين لا ظهر لهم» من فقراء طرابلس والشمال عموماً شرّع باب المديرية على مصراعيه في وجه طالبي السؤال ولم يتخلف عن تأمين الخدمات بعيداً عن الطائفية وكثير من المسيحيين الذين اغلقت ابواب مرجعياتهم في وجوههم غالباً ما يمموا شطر ريفي فلم يُخيّب امل اي منهم جاهداً لتلبية حاجاتهم من الخدمات عبر موقعه الذي منحه باعاً طويلاً في الوزارات والادارات العامة، على عكس زعماء الشارع السني وفي طليعتهم الحريري الذي لم يتواصل مع القواعد الشعبية الا في مناسبات «زي ما هيي» في الانتخابات النيابية وكذلك هي حال ميقاتي الذي أطلّ على القواعد المذكورة عبر مؤسسة «العزم والسعادة» ولكن «بالقطارة» وهذا ما قلب المزاج الشعبي في الشارع السني، فاحسن ريفي قراءة اخطاء اخصامه وعلى مقتضاها اطلق «التسونامي» الذي جرف كافة التوقعات.

وتشير الاوساط الى ان ريفي لم ينم على الحرير البلدي بل ان اكتساحه للفيحاء زاده التصاقاً بالاحياء الشعبية في طرابلس وتفرد نسبياً بتقديم المساعدات الغذائية للفقراء في طرابلس مع حلول شهر رمضان، بطريقة «حفظ الكرامات حيث لا ترى يسراه ما اعطت يمناه وهو اسلوب لم تتعوده الاحياء الفقيرة التي غالباً ما كانت تنتظر بالصف على ابواب الزعماء في رمضان للحصول على حصص غذائية بمعاناة عز نظيرها، والمعروف ان معظم الاحياء الداخلية في طرابلس تعيش تحت خط الفقر المدقع.

وتقول الاوساط انه بموازاة ذلك يعتمد الحريري على الافطارات الرمضانية لاطلاق مواقفه وليس في جعبته الا الهجوم على «حزب الله» لتعويم رصيده في الشارع السني ونيل بركة السعودية التي تركته في منتصف البئر السياسي ومن شاهد عملية احراق مكاتب شركته سعودي – اوجيه وحافلاتها من قبل موظفيها على مرأى ومسمع القوى الامنية السعودية التي لم تتدخل لمنعهم، يلمس مدى الغضب السعودي على الحريري لاسباب بعضها معروف، ومنها ما ورد في «ويكيليكس». واخرى لا تزال ملك صاحبها، وهذا ما يستدعي طرح السؤال: هل اخطأ السعوديون في رهانهم على زعامة الحريري معتبرين التفسخ على الساحة السنة من خلال دخول تركيا ومصر على الحلبة كمرجعيات اقليمية لاهل السنة سببه بطريقة او باخرى اداء الحريري لدوره كزعيم سني ما ادى الى ابتعاد زعامات سنية معروفة لتتفيأ العباءة التركية والمصرية على حساب السعودية التي شكلت المرجعية الاولى والوحيدة لهم منذ افول الناصرية، وهل يشكل ريفي البديل من خلال اطلاقه لتيار سياسي هو قيد التحضير؟.. ربما الايام المقبلة تجيب على هذا السؤال.