ريفي لـ«اللواء»: نصرالله أداة إيرانية وكلامه لا يسهِّل الحوار
سلام سيتخذ الموقف المناسب الخميس وأدعو الحريري للعودة بأسرع وقت
بهدوء ممزوج بالصراحة المطلقة، يتحدث وزير العدل أشرف ريفي لـ«اللواء»، مجيباً عن كل الأسئلة المتعلقة بالقضايا المطروحة على الساحتين الداخلية والخارجية.
الوزير الطرابلسي الذي اعتاد الخصوم والحلفاء على مواقفه الصلبة، يدق ناقوس الخطر، مصوباً أسهمه في أكثر من اتجاه، فالأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالنسبة اليه، أداة ايرانية والعماد ميشال عون واجهة «حزب الله» التعطيلية، فيما الجميع مسؤول عن مأساة شعب قرر بعضه أن يسلم حياته للبحر.
ولعل البارز في حديث الوزير ريفي الذي بات يشكل رقما صعبا في المعادلة السياسية لا سيما في عاصمة الشمال، هو دعوته الملحة لرئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري كي يعود الى لبنان في أسرع وقت ممكن، كاشفا أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سوف يتخذ الخميس المقبل الموقف المناسب والحاسم إن استمر تعطيل حكومته.
وفي ما يلي نص الحوار مع وزير العدل:
{ كيف تقرأ كلام نصرالله وهجومه مجددا على المملكة العربية السعودية؟
– ان صراخ وانفعال وتهويل نصرالله مستهجن وغير مقبول، فهو ارتضى لنفسه أن يكون أداة ايرانية»، وأن ينزع علاقات لبنان مع أشقائه وأصدقائه، كما انه يرتكب جريمة موصوفة بحق اللبنانيين خصوصا الموجودين في دول الخليج والذين تركوا بلدهم بحثا عن لقمة العيش.. كلامه الذي يساهم في اذكاء نار الفتنة المذهبية، لن يخيفنا ولن نغير مواقفنا من المواضيع اللبنانية والاقليمية.. ففي سوريا قال نصرالله ان طريق القدس تمر بالزبداني فرأينا أن الزبداني قد تحولت الى ستالينغراد*.. وهنا يمكنني أن أؤكد أن العد العكسي لانتهاء المشروع الايراني ومن يدور في فلكه كحزب الله، قد بدأ، وعلى نصرالله أن يتنبه للأمر جيدا، فالخسائر تتوالى في سوريا واليمن والعراق وغيرها، لكن على الرغم من كل شيء فنحن نريد أن نبني هذا البلد سوية».
{ هل برأيك ستؤثر مواقف نصرالله على الحكومة والحوار؟
– هذا الخطاب لا يمكن أن يسهل عمل الحكومة أو الحوار، وهنا أريد أن أشير الى أن الرئيس تمام سلام يضع الجميع أمام مسؤولياتهم وهو يعطي مهلة حتى الخميس المقبل، فإن استمر التعطيل وبقاء الوضع على ما هو عليه، فأعتقد أنه سوف يتخذ الموقف المناسب والحاسم وكل الأمور متاحة أمامه.
{ إنطلاقا من هذا الكلام، ماذا يعني الرئيس سلام حين يقول بأنه سوف يسمي الأشياء بأسمائها؟
– كلنا نعلم أن حزب الله يضع النائب ميشال عون في واجهة التعطيل، فالحزب وعون يعطلان الحكومة وكل شيء، ولا أعتقد أن الحزب يريد العماد عون رئيسا للجمهورية ونحن بطبيعة الحال لن نقبل به رئيسا لأنه خصم، وهنا أذكر عون بأن حليفه أي الحزب قد تخلى عنه بعد السابع من أيار عام 2008 وقد انتخب الرئيس ميشال سليمان الذي تم التوافق عليه في الدوحة.
{ هل أنت متخوف من زعزعة الاستقرار في لبنان نتيجة تصاعد حدة الخطابات السياسية؟
– الأمن ممسكوك ولا أتصور أن تذهب الأمور الى التدهور الأمني وذلك بسبب التوافق الاقليمي والدولي على ضرورة تحييد لبنان ما أمكن عن النار المحيطة به.. خطابات الطرف الآخر ليست سوى صراخ المهزوم.
{ البعض أشار الى أن الرئيس سعد الحريري سوف يعود قريبا، هل تنصحه بالعودة؟
– نعم أنا أدعو الرئيس الحريري الى العودة للبنان ولأهله بأسرع وقت ممكن كي يلعب دوره الطبيعي بيننا، ولكن لا علم لدي متى سيعود والقرار له بطبيعة الحال.
{ شاهدنا جميعا كيف طافت النفايات في الشوارع مع الشتوة الأولى، برأيك من المسؤول عن هذه الفضيحة؟
– هذه المناظر المقززة كنا نتوقع مشاهدتها ولطالما حذرنا من الأمر، لكن من يتحمل المسؤولية هو كل انسان ساهم بافشال حل أزمة النفايات وعطّل قرارات الحكومة بشأن هذا الملف.
{ يواجه لبنان عموما والشمال خصوصا معضلة الهجرة غير الشرعية، هل تنصح أبناء طرابلس بعدم الهجرة بحراً؟
– ما يجري في الحقيقة يعبر عن عمق المأساة لدى المواطنين الذين لا يتوانون عن الذهاب حتى الى الخطر لتأمين قوت أبنائهم، لكن قبل أن أنصحهم بعدم الهجرة بهذه الطريقة عليّ أن أؤمن لهم فرص العمل في مدينتهم.. سأعمل مع زملائي ما في وسعي لتأمين فرص العمل من خلال المشاريع التي تقام في طرابلس ولكن للأسف هي تسير ببطء، لكننا لن نستسلم أبدا للمعرقلين إن شاء الله.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير ريفي أصدر بياناً في شأن خطاب نصر الله، أشار فيه إلى أن الأمين العام لحزب الله يحاول استعمال سلاح شد العصب المذهبي وأنه يستطيع تخويف خصومه برشقات كلامية لا تُخيف أحداً وتحمل في طيّاتها بذور التناقض والتعمية ولا تنبئ إلا بالمزيد من إشعال الفتنة المذهبية في لبنان والمنطقة وضرب الاستقرار ونسف علاقات لبنان مع الدول الصديقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وتهديد المصالح الحيوية لعشرات آلاف اللبنانيين.
ولاحظ أن «أكثر ما يثير الاستغراب في خطاب نصرالله هو التعامي عن الحقائق، والتنطح لفرز الناس بين عبيد وأسياد، فمن يتبجح في انتمائه لفئة الاسياد لا ينصب نفسه جندياً في ولاية الفقيه، ولا يعلن ان حزبه يتلقى القرارات والتوجيهات من الولي الفقيه، بل عليه ان يكون سيد قراره، وأن ينأى بنفسه واهله عن الدخول في محرقة هنا أو هناك، خدمة لمصالح اسياده، وعلى حساب وطن لم نعد ندري اذا كان ما زال يعتبره وطناً له سيادته وكرامته ودولته ومؤسساته المستقلة».
* ستالينغراد:
معركة ستالينغراد: هي إحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية. جرت في مدينة ستالينغراد خلال الحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفياتي، واستمرت حوالى 6 أشهر، فقد بدأ الهجوم على ستالينغراد في صيف 1942، حيث سبق سلاح الجو الألماني وصول القوات البرية منفذاً حملات قصف جوي عنيف ومتواصل حولت المدينة إلى أنقاض وأطلال. لكن ذلك انعكس بعدها سلباً على الجيش الألماني وأرغمه على التخلي عن تكتيكه الناجح، ليجد نفسه غارقاً في حرب مدن من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع.