Site icon IMLebanon

ريفي يرفض طلب عسيري زيارة الحريري

يدرك وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي أن علاقته مع الرئيس سعد الحريري وتياره وصلت الى نقطة اللا عودة. وتحوّل الخلاف السياسي الى قطيعة ترجمها «زعيم المستقبل» بالهجوم المتعدّد الأوجه الذي شنه على «إبن البيت الحريري» في الافطار المركزي وفي اللقاءات التي عقدها مع كوادره خلال زيارته نهاية الاسبوع الفائت إلى طرابلس.

وما يؤكد تنامي الصراع بين الحريري وريفي، هو ما شهدته وسائل التواصل الاجتماعي بعد خطاب الأول في طرابلس، من تبادل شتائم واتهامات بين أنصارهما تجاوزت في بعض الأحيان الخطوط الحمر، من دون أن يتدخل أي مسؤول من قبلهما لوقفها أو للتخفيف من حدتها. ما يشير الى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد مواجهة مفتوحة بين الفريقين.

ويدرك ريفي أيضاً، أنه بعد الانتصار الذي حقّقه في الانتخابات البلدية الأخيرة ضد التحالف السياسي العريض، فإنّ طريقه لن تكون مفروشة بالورود، خصوصاً أن سلوك الحريري يشير بوضوح الى أن أولويته في طرابلس باتت مواجهة ريفي.

ومع ذلك، يحرص وزير العدل المستقيل على أن يفصل هذه المواجهة عن علاقته بالقيادات الطرابلسية. ولعل تلبيته للسحور الرمضاني الذي أقامه النائب محمد الصفدي في دارته في عمشيت الأسبوع الفائت، وجلوسه خلاله الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي لنحو ربع ساعة للتداول بالشؤون البلدية، أكبر دليل على ذلك.

لا يخفي ريفي أن حليفه في طرابلس اليوم، هو المهندس وليد معن كرامي الذي كان الى جانبه أيضاً في الانتخابات البلدية وشكل ماكينة مساندة لماكينته. وجاء الإفطار الذي أقامه معن كرامي في منزله بطرابلس على شرف ريفي وسائر أفراد عائلته، ليعزز هذه العلاقة التي تأخذ طريقها تدريجياً نحو التحالف الانتخابي في الاستحقاقات المقبلة.

وكانت علاقة الحريري بريفي هي الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار، حيث يشير مطلعون الى أنه خلال المناقشات عّبر وزير العدل عن استغرابه لتصرف الحريري الذي ترك إيران و «حزب الله» وأمينه العام، وذكر (الرئيس السوري) بشار الأسد بكلمات قليلة، وخصص كامل خطابه للهجوم عليه، مؤكداً أن خطابه لم يلق الصدى في طرابلس التي عبّرت عن رفضها واستيائها لإهمال شؤونها الحياتية، وصفعت كل مَن تعامل معها بفوقية سياسية.

وأكد ريفي، بحسب المطلعين، أنه سيبقى متمسكاً بثوابت ومبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأنه لا يحق لأي كان أن يمنعه من ذلك، لأن رفيق الحريري هو ملك لكل اللبنانيين والعالم ولا يحق لأحد أن يحتكره أو يجعله شأناً عائلياً ضيقاً، مشدداً على أن الوفاء يكون دائماً للثوابت، وليس لأي شيء آخر.

ولفت ريفي انتباه المشاركين في الافطار الى أن الحريري أعلن صراحةً أنه يحترم إرادة الناخبين وأنه لن يعتب عليهم، لكنه في الوقت نفسه هاجمني على خياراتي وعلى رفضي ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مبدياً اقتناعه بأن السعودية تتعامل مع من يمتلك الشعبية، وأن شعبية الحريري تتآكل.

وكشف أنّ السفير السعودي علي عواض العسيري طلب منه زيارة بيت الوسط، لكنه رفض أن تكون الزيارة شكلية أو من أجل الصورة، خصوصاً أنه لا يوجد خلاف شخصي، بل يوجد خلاف سياسي على جملة خيارات.

ورأى ريفي أن نتائج الانتخابات الأخيرة أكدت انتفاء منطق المحادل السياسية، وبرهنت عن أداء ديمقراطي لا مثيل له، وعن رفض الناخبين مصادرة آرائهم.