Site icon IMLebanon

استقالة ريفي فتحت شهيّة اهل السنة على «الانتفاضة»

لا شك في ان صبر وزير العدل السابق اشرف ريفي قد فُقد، بسبب التراكمات التي طوّقته من كل حدب وصوب، فهو تحمّل أخطاء المقرّبين قبل الخصوم على حدّ مصادر مقربة منه، ولم يعد قادراً على تحمّل المزيد لانه بدا شاهد زور كما قال بعد الاستقالة، وبالتالي لم تعد ردات الحلفاء مقبولة، بدءاً من امين عام تيار «المستقبل» احمد الحريري الذي يقسو على المقربين قبل المبعدين، ثم لاحقاً الرئيس سعد الحريري الذي اراد تحجيم ريفي لانه كبُر اكثر منه، خصوصاً في طرابلس التي بدت باردة جداً لحظة إستقباله الاحد الماضي، فأعطت زعامتها لإبن منطقتها اولاً، لانه لم يتركها في اصعب المراحل كما يقول اكثرية الطرابلسييّن.

إزاء ذلك فشلت محاولة الحريري المنمّقة بإعادة الاعتبار لريفي، لحظة توزيعه القبلات الحارة له يميناً وشمالاً، بعد ردّ قاس مفاده «انك لا تمثلني»، فأتى القرار السعودي بوقف الهبة للجيش اللبناني، وموقف الحكومة عبر وزير خارجيتها جبران باسيل وحليفه حزب الله إزاء السعودية ، ليزيد الطين بلّة ويقضي على ما تبقى من صبر ريفي، فأعلن إستقالته من دون إستشارة احد بحسب ما صرّح، وعلى أثر هذه الاستقالة التي اراحت الحريري، وصف الاخير ريفي بالصديق، اما إستقالته «فهذا شأنه، هو أراد أن يستقيل، ولا شك في أنه ناضل في مرحلة بالغة الصعوبة، ونحن من الممكن أن نكون قد اختلفنا حول كيفية معالجة موضوع ميشال سماحة، الذي يجب أن ينال العقوبة التي يستحق»، هكذا برّر زعيم «المستقبل» إستقالة ابرز وزرائه من دون اي ندم عليه .

الى ذلك تعتبر مصادر سياسية سنيّة أن ما يحدث على الساحة السنّية لم يعد مقبولاً، لان الانقسامات طالت البيت الداخلي بشكل غير كبير، فلا أحد يفهم على الاخر، وهنالك مجموعات منها حمائم ومنها صقور، وريفي احد اركـان الاخيرة، لذا لم يعد قادراً على إكمال مسيرة التزيّف، إضافة الى النائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي الصامتين اليوم على سياسة الحريري، الذي خسر نهائياً احد ابرز الرموز السنّية من دون ان يكون لإستقالته اي مفاعيل على حزب الله، فأتى رحيله من دون اي ضجة حريرية، وكأن الاخير ينتظرها بصبر نافد، وبالتالي تمناها بعد زيارته طرابلس، بحيث شعر انه فقدَ عاصمة الشمال، وقدّمها على طبق من فضة الى ريفي، الـذي بات مترّبعاً اليوم على عرشها، فشجّع جمهور السّنة على الانتفاضة في وجه السياسة الخاطئة التي اوصلتهم الى هم فيه اليوم. ورأت المصادر بأن ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي منذ لحظة إستقالة ريفي، رفع نسبة مؤيديه كثيراً على حساب الحريري، وأن الاول بات يُحتسب زعيماً للسّنة، ورقماَ صعباً في المعادلة النيابية ضمنها، مما يعني أن الحريري سيحسب الف حساب في حال جرت الانتخابات النيابية، لان اللواء المتقاعد يفكر للبعيد وهو بصدد تشكيل تكتل سنّي لمعركة النيابة.

وعلى صعيد آخر اشارت المصادر السنية الى ان ما حدث قبل ايام في السعديات كان مفتعلاً، لان جهة سياسية ارادت فتح الهوة على مصراعيها بين السّنة والشيعة، وصولاً الى محاولة التوتير الامني في المناطق الاسلامية المختلطة، لضربها من خلال معارك دموية بين حزب الله وسرايا المقاومة من جهة ومناصري التيار الازرق من جهة اخرى، لكن تدّخل الجيش حال دون هذه المجازر التي لو تواصلت لكانت فجرّت لبنان بأكمله، متوقعة ان تحدث مناوشات كل فترة لتحقيق اهداف خطرة.