IMLebanon

ريفي يغرّد منفرداً.. ويربك «المستقبل»

يتابع «تيار المستقبل» باهتمام بالغ تحركات وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي الذي بدأ يشق طريقه السياسي منفرداً ضمن حالة حريرية مستقلة، بعيداً عن التيار والرئيس سعد الحريري ونوابه وقياداته وهيكلياته التنظيمية، وذلك بعد المواقف الأخيرة التي أطلقها ريفي وأكد من خلالها خروجه من السرب الأزرق.

ويمكن القول إن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر لدى «تيار المستقبل» الذي اعتبرت قيادته، بداية، أن ريفي انتحر سياسياً بخروجه من تحت «العباءة الزرقاء» وأنه لن تقوم له قائمة من دون دعم الرئيس الحريري له، لكنها فوجئت بأن ريفي كان مستعداً بشكل جيد لهذه الخطوة وما بعدها، وهو ذهب بعيداً الى درجة استعداده لخوض الانتخابات البلدية عبر دعم لائحة من المجتمع المدني برئاسة المهندس أحمد ذوق في مواجهة التوافق السياسي على لائحة بلدية، وهو من المفترض أن يُطلق ماكينته الانتخابية في احتفال سيقام نهاية الاسبوع الجاري.

هذا الواقع بدأ يُشغل بال «تيار المستقبل» لأنه يضعف موقفه كثيراً في التفاوض مع الرئيس نجيب ميقاتي للتوافق في الانتخابات البلدية، كما أنه يُضعف دوره وثقله الانتخابي الذي يعاني أصلاً من وهن أصاب زخمه.

وما يشغل بال «المستقبل» أيضاً الى حدود «الإرباك» هو الثقة المطلقة التي يتعاطى بها ريفي، لا سيما بعد عودته من السعودية، حيث لم ينجح كل «المخبرين الزرق» في الحصول على أية معلومة حول اللقاءات التي أجراها ريفي هناك، خصوصاً مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بينما يتحصّن ريفي بالصمت مكتفياً بجواب: «المجالس بالأمانات».

وتقول المعلومات المتداولة على لسان أكثر من قيادي «مستقبلي»، إن الرئيس الحريري يتجه نحو تبديل أولوياته على الصعيد السياسي في طرابلس، لتكون بالدرجة الأولى نحو محاصرة ريفي وتحجيم دوره، لكن حتى اليوم يبدو وزير العدل المستقيل متحرراً من كل القيود، وهو يقيم مساء غد الجمعة حفل عشاء اجتماعي في منزله يضم عدداً من نواب وفاعليات المدينة.

ويقول مقربون من ريفي لـ «السفير» إن وزير العدل «لم يكن يريد أن تصل الأمور الى هذا المستوى من العلاقة المتوترة مع الرئيس الحريري، لكنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الظلم الذي وصل الى حدود إلغاء شخصيته، وهذا خط أحمر بالنسبة له، وهو مستعدّ لأن يتخلى عن كل المناصب، وزارية كانت أم نيابية وعن كل علاقاته السياسية، إذا ما شعر أن هناك من يمس باستقلاليته أو بكرامته».

ويضيف المقربون إن ريفي «كان شفافاً في تعاطيه مع الحريري، وهو نفذ ما تم التوافق عليه في السعودية على صعيد الخروج من مجلس الوزراء والاعتكاف في حال لم يصر الى طرح قضية تحويل قضية سماحة الى المجلس العدلي، لكنه فوجئ بعدم خروج وزير الداخلية نهاد المشنوق معه»، كما آثر عدم الرد على الكلام القاسي الذي غرّد به الحريري على «تويتر» بأن «موقف ريفي لا يمثلني»، واختار من بعدها الاستقالة، وبدلاً من أن تكون إعادة ميشال سماحة الى السجن مناسبة لوصل ما انقطع بين ريفي والحريري، اختار الأخير الإمعان في الإساءة الى وزير العدل بالحديث عن التصرفات الهوجاء والشعبوية، لتشتغل من بعدها «الأوركسترا الزرقاء» في الهجوم على ريفي الذي حافظ على «شعرة معاوية» بعدم الرد، لكن وصول الأمور الى تندر قيادات «المستقبل» وإعلامه بالفساد في مؤسسة قوى الأمن الداخلي ومحاولة تحميله مسؤوليته، كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير التي أخرجت ريفي عن صمته.

وتؤكد مصادر قيادية في «تيار المستقبل» أن ريفي «لا نعتبره خصماً طالما هو لا يزال ضمن الحالة الحريرية، لكنه أخطأ كثيراً في مواقفه السياسية عندما نفى فضل الرئيس الحريري بتوزيره»، مشددة على أن الجمهور متعاطف مع سعد الحريري تجاه الكلام الذي وجهه ريفي إليه، خصوصاً أنه تعرض أيضاً لكل حلفائه ولم يأت على ذكر الخصوم.

وإذ تخفف هذه المصادر من أهمية زيارة ريفي الأخيرة الى السعودية، تؤكد أن الأمور بينه وبين الحريري وصلت الى مكان معقد جداً، وعلى وزير العدل المستقيل أن يبادر باتجاه زعيم «المستقبل» لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها، لإعادة وصل ما انقطع.